استفيقوا يرحمكم الله

أشرف البربرى
أشرف البربرى

آخر تحديث: الخميس 1 سبتمبر 2011 - 8:39 ص بتوقيت القاهرة


يجب أن يتوقف كل من يخاف على الثورة المصرية من السرقة عند لافتات التهنئة بالعيد التى ملأت كل شارع فى مصر. فهذه اللافتات كشفت بأقصى قدر من الوضوح أن الكثيرين من أذناب الحزب الوطنى يراهنون على ضعف الذاكرة الشعبية ويستعدون للانتخابات المقبلة، فى الوقت الذى مازال فيه الثوار يركزون جهودهم على الاتجاهات الخطأ.

إن الشباب الذى أشعل الثورة وتقدم الصفوف ونجح مع الشعب فى إسقاط أسوأ حاكم فى تاريخ مصر مطالبون الآن بالتحرك الإيجابى من أجل التصدى لهؤلاء الفلول الذين يفرضون وجودهم، حيث يعيش البسطاء فيما ينشغل الشرفاء بميادين التظاهر التى لن تشارك بالتأكيد فى تحديد الفائز فى الانتخابات المقبلة.

إن البطولة الحقيقية لشباب الثورة الآن لن تكون فى خوض معارك عبثية ضد المجلس الأعلى للقوات المسلحة واستعدائه ولا حتى فى خوض المعارك ضد القوى التى شاركت فى الثورة ثم اختارت أن تسير فى طريق جديد لها وإنما البطولة الآن هى فى النزول إلى كل قرية وشارع فى مصر من أجل فضح هؤلاء المرتزقة والأفاقين من أذناب الحزب الوطنى ونظامه البائد حتى لا يستيقظ الجميع على كابوس كبير فى الانتخابات المقبلة.


ولا يجب أن يكون البديل الذى يلجأ إليه الثوار هو المطالبة بوقف العملية السياسية وتأجيل الانتخابات خوفا من سيطرة بقايا الحزب الوطنى ومعهم التيار الإسلامى على البرلمان المرتقب. فمثل هذا الحل هو الأسهل لكنه الأكثر تكلفة على المدى الطويل لأنه يفتح الباب أمام سيناريوهات شديدة الخطورة فى حين أن النتيجة المرجوة منه غير مضمونة.

فإذا كان للفاسدين ممن تربحوا من النظام البائد يستطيعون الآن خداع الشارع ولم يمر على الثورة إلا شهور قليلة فإن قدرتهم على الخداع سوف تزداد كلما تباعدت المسافات بين الشارع والثورة.

إن ما شهدته شوارع مصر من لافتات أذناب النظام البائد وأيتامه يجب أن يكون نوبة صحيان لكل من يخشى على الثورة من الضياع. على الجميع أن يبدأوا التحرك على الأرض.

وإذا كان شباب الثورة يفتقد للكيان الجامع الذى يمكن من خلاله وضع خطط للتحرك على الأرض، وإذا كان يفتقد للهيكل التنظيمى الذى يضمن له وجود ممثلين فاعلين فى كل شارع أو قرية فإن فى الإنترنت وموقع فيس بوك البديل الأمثل والمجرب أيضا. فبدلا من الدعوة إلى مليونية 9 سبتمبر يمكن إطلاق الدعوة إلى حملة منظمة تبدأ من الإنترنت وتنتهى بفاعليات فى الشوارع والقرى لتعرية أيتام النظام السابق وكشفهم أمام البسطاء.

هذا هو السبيل لحماية الثورة، أما الاستسلام لشهوة التظاهر فى الميادين والسجال على شاشات الفضائيات فسيترك الشارع فريسة سهلة لهؤلاء الفلول الذين يمتلكون قدرة كبيرة على التلون وتغيير الجلد فى كل حين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved