تذكرة طبية لعلاج الاكتئاب القومي

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: الجمعة 1 نوفمبر 2019 - 10:05 م بتوقيت القاهرة

أكاد أجزم دون مبالغة أننا فى حالة اكتئاب قومى. الراصد لوقائع أحوالنا اليومية قد يختلط عليه الأمر فيرى فى الاكتئاب مرضا معديا تفشى بين المصريين حتى إن البلاد للمرة الأولى عرفت جرائم من أنماط تخرج تماما عن المتوقع من قابيل وهابيل فى شخصية مصر. بالفعل أصبحنا شعبا يحتاج لإعادة تأهيل نفسى يعيد إلينا بعضا من أمان النفس وثبات العقل.

حادث كمسارى قطار الدرجة الأولى الذى تسبب فى فصل رأس شاب عن جسده تحت عجلات القطار وإصابة الثانى لتهربهما من دفع قيمة التذكرة تلا حادث القاتل الحدث الذى مزق جسد شاب فى عمره لسبب تافه ونفذ من ثغرة فى القانون فلم يلق جزاء انتظره الناس. حادثتان بلاشك أضافتا ثقلا لقلوب الناس المثقلة المسكونة بالهموم المرتجفة فى انتظار الآتى.

أكاد أجزم بالفعل أننا فى حالة اكتئاب قومى نعانى منه جميعنا بدرجات متفاوتة. ينجم عنه ردود أفعال أيضا مختلفة وفقا لاختلاف شخصياتنا وظروفنا النفسية والاجتماعية وبالطبع الاقتصادية ولكن هل تجدى الأقراص ومضادات الاكتئاب وصدمات الكهرباء فى علاج الاكتئاب الجماعى؟

كلى ثقة أن مضادات الاكتئاب لن تعيد للمصريين توازنهم النفسى إنما السبيل هو عودة الروح للقومية المصرية واستعادة الشعور بالانتماء لأرض تحميهم من الخوف. تؤمن خبزهم ومستقبل أولادهم.

نحن بحاجة لأن نستعيد علاقتنا القوية بالوطن. علينا أن نبحث عن التجارب البسيطة المضيئة التى يتبناها الأفراد لنعلن عنها وندعمها بدلا من الاستسلام لتلك المشاعر القاتمة التى تزحف على صباحاتنا لتجعلها عتمة.

هذا الأسبوع قرأت عن مصور محترف «صلاح الرشيدى» يعمل متطوعا لتعليم الأطفال من ذوى الاحتياجات الخاصة التصوير ينطلق بهم إلى الأماكن الأثرية فى مصر لقضاء يوم ثقافى ترفيهى يتولى الأمر بنفسه فلا يسأل الدولة عونا أو دعما.

فى ذات الأسبوع قرأت عن مرشدة سياحية من الأقصر تنظم لذوى الاحتياجات الخاصة من الأطفال زيارات للآثار المصرية العظيمة هى الأخرى تقوم بتلك المهمة الإنسانية من تلقاء نفسها لا يدفعها إلا شعور نبيل فى إسعاد الآخرين حولها.

أعلم جيدا أن للأمر جذورا أعمق من ذلك ولكن الضوء الذى أراه فى نهاية النفق المظلم يدفعنى دائما للمحاولة لذا أضيف فى النهاية أن علماء النفس اجتمعوا على أن الأعمال الخيرية لها فعل السحر على النفس.

عزيزى القارئ.. إذا راقتك الفكرة فابحث عن عنوان معهد القلب القومى.. لدينا من أجلك أفكار كثيرة وأدوار مختلفة يمكنك أن تقوم بها فى حدود وقتك وإمكاناتك بها تستعيد علاقتك بالإنسان الذى يحتاجك وربما احتجته أنت أكثر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved