أسرى القاهرة

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الأربعاء 1 ديسمبر 2010 - 11:27 ص بتوقيت القاهرة

عناوين براقة لقضايا ساخنة تورط فى أسرها ومناقشتها مهرجان القاهرة السينمائى أو ورط نفسه فيها.

وواقع الأمر أن هذه القضايا تم طرحها فى لقاءات وندوات وتجمعات سينمائية سابقة ومنها مهرجان القاهرة نفسه وخرجت بتوصيات جدلية دون جدوى ضلت طريقها وما زالت.

السينمائيون أنفسهم تبلدت أحلامهم وطموحاتهم وأهدافهم ليصبح الأمر مجرد حضور مشرف وطرح مشرف لينتهى الموقف عند تلك المحطة.

إذا نظرنا لعناوين الندوات العامة التى يحملها مهرجان القاهرة السينمائى على عاتقه ستجدها تشكل محطات ملحة بحق، حان الوقت للوقوف على ملامحها وإلى أى مدى يشكل إهمالها والسكوت عنها خطرا كبيرا وعبئا ثقيلا تتحمله أجيال قادمة. فى مقدمة هذه القضايا «الحفاظ على تراث السينما المصرية»، وهو عنوان أصيل عاش حقبا من الزمن وعاصر أجيالا، وتلاشى معه جزء كبير من هذا التراث أو كاد يندثر ويتلف، وما زال العنوان الأزمة يعيش حرا طليقا.

ورغم التحرك المتأخر والذى جاء على مضض من فاروق حسنى وزير الثقافة لوضع حلول للحفاظ على ما تبقى من تراثنا السينمائى بالاتفاق على إقامة مبنى خاص للأرشيف القومى للسينما إلا أن الأمر يتجاوز ذلك، والتاريخ لن يرحم أحدا فى هذه المسألة التى تجسد ذاكرة أمة.

العنوان الآخر على مائدة حوار مهرجان القاهرة هو «اجتماع رؤساء المهرجانات العربية»، وقد شاهدت أكثر من مرة اجتماعات مماثلة، ولن يصل مسئولو المهرجان العرب لحلول جادة من أجل استقلالية حقيقية لكل مهرجان دون أن يؤثر سلبا على أى مهرجان عربى آخر فى المنطقة.

الكل تملؤه حالة النفسنة من الآخر، لا أحد يريد أن يتنازل أو يدعم أو يفض اشتباكات المواعيد المتقاربة، والتى أحيانا تكون نفس المواعيد (القاهرة ــ مراكش) لا أحد يريد أن ينهى تضارب المصالح.. وبالتالى أفلام متشابهة، تلف كعب داير، السينمائيون وصناع الأفلام العرب يلهثون وراء أفلامهم، بل أصبحوا يقارنون بين الأفضل حتى لو تخلوا عن مهرجان الوطن.

ثم يأتى عنوان «تأثير قرصنة الأفلام على صناعة السينما».. وأتساءل ترى هل يمكن أن ينجح نقاش القاهرة فى وضع حل حقيقى لهذه الظاهرة التى ستطغى على الأخضر واليابس؟!

فهذه القضية مثل أخواتها تم إهدار أهميتها مرارا وتكرارا فى مناقشات عقيمة وتصريحات متفذلكة وتحالفات مغرضة.

إن صناع السينما الهائمين فى جنتها والمتألمين بنارها يعرفون تماما ما يحدث على أرض الواقع.. فهل ستكون محاور «القاهرة» ــ الذى يسعى بحسن نية وجهد فكرى لطرح آفات السينما العربية للنقاش ومواجهتها والخروج بتوصيات «مهمة» ــ فرصة أخيرة لانتفاضة حقيقية فى مواجهة الأزمات المعلبة فى «عناوين» وفك أسرها.. أتمنى من أجل المستقبل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved