النجم الذى هوى فى 2011

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الإثنين 2 يناير 2012 - 3:25 م بتوقيت القاهرة

مع دقات الثانية عشرة مساء ينتهى عام 2011.. لكن قبل أن يسدل الستار على ذلك العام علينا أن نعترف بأن برامج «التوك شو» حققت نجومية كبيرة وتصدرت المشهد، لكنها كانت كالنجم الذى هوى.

 

فواقع الأمر أن كثيرا من هذه البرامج ــ التى خلقت لنفسها مساحات زمنية مفتوحة بحكم الأهواء ــ تجاوزت كل خطايا الرسالة الإعلامية الحقيقية البعيدة عن الأيديولوجيات وغير المسيسة، والتى تتخذ من الشخصنة منهجا فى طرح موادها، ولا تغلف كل التفاصيل الإخبارية التى تطرحها للمشاهد برؤى ذاتية.

 

التوك شو ــ النجم الذى هوى ــ عاش طوال العام على هذه الخطايا، ولا نعرف هل تغيبت عقول صناعها عن عمد أو سهو أو جانبهم الصواب فى التعلم والمعرفة والأدوات الراسخة للمهنة، ولماذا انجرفوا وراء تلك التيارات التى لا تعرف من الحكمة شىء فى الخطاب الإعلامى.

 

معظم برامج التوك شو كانت تعتمد فى قوامها على الصحف وتتعامل مع الأخبار ومقالات الرأى على أنها الحقيقة الثابتة وتلف وتدور حولها طوال الحلقة، بل وبعض البرامج كانت «ممنهجة» فى معلوماتها على ما تنشره بعض الجرائد بعينها، دون أن تسعى لتقدم التحقيق الصحفى التليفزيونى بمعنى الكلمة، الذى يكشف ويتوغل ويعالج قضية مهمة جماهيريا.. فقط المسألة تسير «على حسب الريح», أعتقد أن الأمر شابه الكثير من الأفكار الإعلامية التى ضللت عقل المشاهد وخرجت بمشاعره الصادقة فى التلقى عن المسار، للدرجة التى جعلته يعيش فى دائرة مفرغة حول اتهام الإعلام بأنه سبب كل الأزمات الكبرى التى يواجهها، وبدون شك فإن شخوص التوك شو أعطت الفرصة لذلك، لكنها انكشفت وسقطت نجوميتهم المفتعلة، وفقدت أصواتهم المصداقية بسبب الجهل وعدم التربية المهنية, مع دقات الثانية عشرة مساء ونحن نودع عام مضى أتمنى أن يودع التوك شو أيضا مهاراته الزائفة وأصواته المؤرقة، وأن يشهد العام القادم توك شو ينحاز فقط لمهنية الرسالة وليس السير فى ركاب وسية يجهلون حدودها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved