مصر اللى بنحبها

احمد سعيد
احمد سعيد

آخر تحديث: الخميس 2 يناير 2014 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

نعم... أنا متفائل

لست كاتبا محترفا ولكنى مواطن أؤمن بأن هذا البلد يملك كنزا من العقول العظيمة والافكار الخلاقة التى تستطيع إذا ما تهيأت التربة وتوفرت الإرادة أن تنقل مصر إلى مصاف الدول العظمى الناهضة فى سنوات قليلة.

أنا لا اكتب مقالا فى السياسة ولكن اعطى قلبى وعقلى لبلدى واشارك ابناء وطنى أحلامهم وطموحاتهم المشروعة لصنع مستقبل أفضل وأجمل لإعادة رسم ملامح مصر التى عرفناها واحببناها والتى نتمنى استعادتها بعد أن شوهتها وحاولت اختطافها عصابة كريهة حاقدة خارجة عن كل القيم والاخلاق والطبيعة الطيبة السمحة البشوش لهذا الشعب العظيم المحب للحياة الذى علم البشرية أبجدية الحضارة واسمى المعانى الإنسانية والروحية.

أكتب عن مصر التى نحبها والتى نتمنى تغييرها.. نعم أكتب بروح ملؤها التفاؤل رغم دخان الحرائق وغبار التفجيرات ورائحة الموت التى ينشرها ارهاب الإخوان فى كل مكان على أرض مصر.

إن التفاؤل والثقة فى شعبنا العظيم والإيمان بالمستقبل هى الأسلحة الوحيدة التى تخيف قوى الشر والعدوان واذا فتحنا طاقات النور فى قلب العتمة فسنقهر حتما جيوش الظلام وسوف نبدد دخان الاخوان لتطل من نوافذ الوطن وجوه عاشقة، مستعدة لبذل كل غال ونفيس من أجل رفعته ودفعه إلى الصفوف الأولى بين الدول التى احتلت مكانها ومكانتها الرفيعة فى مسيرة الحضارة الإنسانية.

نعم... أنا متفائل، وأرفع راية التفاؤل فى وجه الإرهاب القبيح الواقف على باب العام الجديد، متفائل بأن مصر تودع أبشع جماعة عنصرية فى تاريخها وتلقيها فى مزبلة التاريخ لتفتح صفحة جديدة حافلة بالطموح والأمل فى غد أفضل.

وعندما نتحدث عن ذلك «الغد الأفضل» فنحن لا نفرط فى تفاؤل ساذج أو رفع شعارات جوفاء بلا مضمون لأن مصر بالإمكانيات وبالأرقام تمتلك فرصا مذهلة للانطلاق الاقتصادى والتنمية الشاملة فى زمن قياسى، وسوف أحاول من خلال هذه السلسلة من المقالات فى جريدة «الشروق» المحترمة أن نسلط الضوء على ما فى أيدينا من فرص ذهبية لتحقيق معجزة اقتصادية حقيقية فى سنوات قليلة، سوف نتحدى ارهاب الإخوان بالانسان وبالايمان بقدرات المواطن المصرى صانع المعجزات، ونحن اذا كنا نملك فى بلادنا ثلث آثار العالم وأجمل شواطئ العالم فنحن نستطيع بشهادة الخبراء أن نحقق عائدا من السياحة قد يصل إلى ضعف ما كنا نحققه فى عصر السياحة الذهبى منذ أربعة سنوات وذلك بالتخطيط العلمى والسياسات المدروسة التى عاقت انطلاقاتنا لسنوات. فلم ندرك حتى الان اننا نملك طاقة شبابية إذا ما تم استغلالها وتدريبها تستطيع أن تفجر اكبر ثورة للصناعات الصغيرة وصناعة تكنولوجيا المعلومات ليس فى المنطقة وحدها ولكن فى العالم بأسره.

نعم انا متفائل، لأن الوجه الآخر للأزمة الاقتصادية فى مصر الآن يؤكد أن وصول المؤشرات الاقتصادية إلى ادنى مستوياتها يجعل فرص الاستثمار أعلى ويكون عامل جذب للمستثمرين إذا ما تهيأت أمامه البيئة المشجعة وقدمت له الحكومة حوافز للانطلاق بلا قيود أو معوقات.

إن أعظم ما يملكه المصريون ليس إمكاناتهم الجبارة فحسب، ولكن عزيمتهم وإرادتهم القادرة على تحقيق المستحيل، هذه الإرادة التى تجلت فى اعظم صورها فى ثورة 30 يونيو عندما أسقط الشعب المصرى أسوأ نظام فاشى عرفه فى تاريخه الحديث وعندما بدأ بعدها المصريون أخطر عملية تطهير للبلاد من أيديولوجية الإخوان التى تغلغلت وخربت لعقود طويلة شخصية من انتموا لهذا الفكر العنصرى العنيف.

إن اسقاط الانظمة قد يكون سهلا ولكن الصعب هو اسقاط الأيديولوجيات، وفى هذه الأيام يخوض المصريون معركتهم الكبرى ضد فكر التكفير وضد الفقر الفكرى للتيار المتستر بالدين.

لقد اعتبرت الحكومة الإخوان جماعة إرهابية، ولكن الأهم هو أن يؤمن البسطاء المخدوعون بهم أنهم ارهابيون وأن فكرهم الإرهابى يهدد حياتهم ويدمر مستقبل ابنائهم، هذا هو التحدى الكبير أمام الحكومة ومؤسسات التعليم والإعلام والأحزاب والمجتمع المدنى.

نعم.. نحن فى حرب اقتصادية واجتماعية.. وحرب ضد فكر الإخوان، وسوف نكسب الحربين بالإرادة.. والتفاؤل.. ولهذا أنا متفائل.

(وفى المقال القادم نكمل: أسباب أخرى للتفاؤل).

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved