شيطنة الإخوان

أشرف البربرى
أشرف البربرى

آخر تحديث: الخميس 2 فبراير 2012 - 9:00 ص بتوقيت القاهرة

كشف تسلسل الأحداث والمواقف خلال الأسبوع الماضى عما يشبه الخطة لشيطنة جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسية حزب الحرية والعدالة لكى تكون هى هدف التصويب التالى للعديد من الحركات والقوى الثورية والسياسية التى بدأت البحث مبكرا عن عدو بديل للمجلس العسكرى المؤكد رحيله عاجلا أو آجلا.

 

فإذا كان الإخوان المسلمون اختاروا إحياء الذكرى الأولى لثورة 25 يناير بالاحتفال إيمانا منهم بأن ما حققته الثورة فى عامها الأول كثير، فهذا حقها دون أن ينتقص ذلك من حق من يرون أن الثورة لم تحقق ما يستحق الاحتفال. أما أن يتحول هذا الاختلاف إلى سبب لتجريد الإخوان المسلمين من كل فضيلة وتصويرهم فى صورة العدو الجديد الذى تحالف مع المجلس العسكرى وباع الثورة والثوار فهو تطور بالغ الخطورة لأنه يفتح الباب أمام محاولات سلب القوة السياسية التى حصلت على تفويض شعبى بحكم البلاد من خلال انتخابات حرة شرعيتها وهو ما يمكن أن تكون له عواقب وخيمة.

 

إن هذه الحركات والمجموعات التى تتهم الإخوان بخيانة الثورة لمجرد أنها نجحت فى الفوز بأكبر حصة من مقاعد البرلمان واحتفلت بما اعتبرته إنجازات لها وللثورة فى عامها الأول تذكرنى بالطالب الذى رسب فى الامتحان ثم ملأ الدنيا صراخا لآن جاره وصديقه يحتفل بنجاحه فيه.

 

إن هؤلاء الذين يهتفون دائما بدماء الشهداء وينكرون على قطاع كبير من المصريين الاحتفال بما أنجزته الثورة ويستخدمون هذه الدماء فى المزايدة على الجميع يتجاهلون حقيقة أن هذه الدماء لم تذهب هدرا وأن مجلس الشعب المنتخب انتخابا حرا ونزيها هو ثمرة من ثمار هذه الدماء وأن قتلة الثوار موجودون حاليا خلف الأسوار ويخضعون للمحاكمة ومشروع التوريث انهار وذهب الوريث والمورث إلى السجن وأصبح تأسيس الحزب السياسى أسهل من الحصول على ترخيص لعربة فول.

 

إن أغلب تلك القوى السياسية خاضت الانتخابات وخسرت وكان عليها أن تعترف بشرعية البرلمان حتى لو لم تتواجد فيه، ولكنها قررت إفساد اللعبة السياسية بالكامل لمجرد أنها خسرتها وهو موقف يفتقد حتى إلى الوطنية وينطوى على تفخيخ لمستقبل البلاد عندما يكون الانقلاب على الشرعية الدستورية الحقيقية خيارا مطروحا فى كل وقت.

 

غير أن الخطأ ليس فقط خطأ هذه المجموعات التى لا تجيد من العمل السياسى إلى التظاهر والاعتصام ولكنه خطأ الكثيرين من السياسيين والإعلاميين الذين تجنبوا طوال عام مضى على مواجهة هذه المجموعات من الثوار بأخطائهم وتصوروا أن أى محاولة لتصويب مسار هذه المجموعات أو هؤلاء الشباب هو انتقاص للثورة أو خروج عليها.

 

 

abarbary@shorouknews.com

 

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved