أسباب فشل عملية الجرف الصامد

من الصحافة الإسرائيلية
من الصحافة الإسرائيلية

آخر تحديث: الخميس 2 مارس 2017 - 9:45 م بتوقيت القاهرة

سينشر تقرير مراقب الدولة المتعلق بـعملية «الجرف الصامد» فى الأيام المقبلة، وترجح التقديرات أن يقرر أن أحداث ذلك الصيف كانت نتيجة الاستخفاف بالعدو، وعدم الاستعداد المتواصل للجيش الإسرائيلى تحت رقابة رئيس الأركان غانتس، والإهمال فى المراقبة من جانب وزير الدفاع السابق يعلون. لقد تحرك المقاتلون وقادة الميدان بصورة جيدة، وبشجاعة وتصميم، والذى فشل هو القيادة العليا للجيش ووزير الدفاع.
فى عملية «الجرف الصامد» التى سميت لاحقا «حربا» من أجل تبرير نتائجها الإشكالية، تحرك الطرفان من خلال موازين قوى بحجم 1000 فى مواجهة 1 على الأقل. جيش إسرائيلى ذو خبرة ومزود بالسلاح فى مواجهة ميليشيا حمساوية متخندقة فى الأرض ومزودة بسلاح بدائى. من هنا، فإن الفشل العسكرى خطير. إن موازين القوى الاستثنائية أدت إلى إنجاز جزئى للغاية، وهذا يساعد الذين يريدون طمس الفشل. يتعين علينا استخلاص دروس حقيقية من أجل الاستعداد لمواجهة تحديات المستقبل فى مواجهة أعداء أقوياء وأكثر تصميما بعشرات المرات.
الجيش الإسرائيلى جيش انتصر فى الوقت نفسه على أكثر من عدو فى حروب إسرائيل. لقد فوجئ الجيش بفيالق مصرية هائلة فى حرب يوم الغفران [حرب أكتوبر 1973]، لكنه خلال 3 أسابيع قلب الأمور رأسا على عقب وانتهت الحرب بوصول الجيش إلى بعد 101 كيلومتر عن القاهرة وليس عن تل أبيب.
إن اختبار غزة هو الأسهل من بين التحديات والحروب التى من المحتمل أن نخوضها. ففى «الجرف الصامد» كان مستوى التحدى العسكرى متدنيا وشكل تحديا بسيطا نسبيا بالمقارنة مع التحديات التى تتربص بنا، لكن على الرغم من ذلك تجاوزنا هذا التحدى بصعوبة. يتساءل الأعداء من حولنا ماذا سيحدث إذا ارتفع مستوى التحدى إلى حده الحقيقى فى إطار حرب حقيقية فى مواجهة قوات أقوى. من المحتمل أن يجروا حساباتهم بما يتلاءم مع ذكرى هذه المعركة الفاشلة. لقد كان من المفترض أن تكون معركة محدودة من نوع «الجرف الصامد» قصيرة، نوعية وغير مكلفة بالإصابات والموارد. لكنها كانت طويلة، فاشلة ومكلفة جدا بكل المعايير.
من المنطقى افتراض أن وزير الدفاع ورئيس الأركان السابقين كانا على علم بالأنفاق، فقد ظهرت صورهم داخل الأنفاق فى الصحف. وعلى الرغم من ذلك لم نفعل شيئا من أجل التحضير ولم نشتر العتاد اللازم ولم نطور وسائل قتالية، ولم نُعِّد خططا، والقوات لم تدرب.
تضع دولة إسرائيل وقادتها بين يدى رئيس الأركان ووزير الدفاع عشرات الآلاف من الشبان والشابات الذين يتجندون سنويا فى الجيش الإسرائيلى، كما تضع فى متناولهما أكثر من 70 مليار شيكل سنويا، وتوضع هذه الموارد الضخمة بين أيديهم من أجل أمن الدولة والمحافظة على سيادتها والدفاع عن السكان.
ينكبّ آلاف الجنود والقادة طوال الوقت على الاستعداد لمواجهة سيناريوهات أخطر بكثير من معركة صيف 2014. ويجرى شراء طائرات متطورة، وسفن حديثة ووسائل قتال برية، ردا على تهديدات خطيرة وما هو أهم بكثير من القتال ضد «حماس».
يجب أن تكون هذه المعركة بمثابة ضوء أحمر ينبهنا إلى الاستعداد لما هو آت. إذا كنا نحرص على الحياة فيجب أن نستخلص دروسا حقيقية، ولا يجب أن نرى فى نتائج العملية إنجازا، وويل لنا إذا ثقفنا أجيال المقاتلين المقبلين بأننا «نجحنا».

يوآف غالنت

يسرائيل هيوم
قائد المنطقة الجنوبية سابقا ووزير البناء والإسكان فى الائتلاف الحكومى الحالى
نشرة مؤسسة الدراسات الفلسطينية

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved