أنقذوا «حامد محمود»

سامح فوزي
سامح فوزي

آخر تحديث: الأربعاء 2 أبريل 2014 - 6:00 ص بتوقيت القاهرة

شاب إعلامى ناجح فى منتصف العمر، يعرفه أهل السياسة والفكر لأنه يستضيفهم فى برامجه المتميزة فى قناة النيل للأخبار، يعيش الآن تجربة إنسانية قاسية يتألم بسببها جسده المستلقى على سرير فى المستشفى «الملكى» بالإسكندرية، ويعانى كل أصدقائه، وزملائه، ومحبيه مما يحدث له.

فى 13 مارس الماضى أجرى خبير ألمانى شهير عملية جراحية لإزالة «ورم صغير» يضغط على أعصاب العين اليسرى للإعلامى «حامد محمود». أمضى يوما فى العناية المركزة، ثم خرج للإقامة بغرفة عادية فى المستشفى، سعيدا بنجاح العملية التى أراحته من ورم يسبب له ضعف الرؤية، ويهدده بقادم أسوأ. تحدث معى هاتفيا يوم 15 مارس فرحا، وتطرق الحديث الذى امتد لأكثر من عشر دقائق إلى برنامج الإعلامى «أسامة كمال» الذى استضاف الخبير الألمانى فى قناة «القاهرة والناس»، متحدثا عن العملية التى أجراها. فى صباح 16 مارس بدأ «حامد محمود» يشعر بتعب، وسخونة. أعطى له الفريق المعالج ـ بعد سفر الخبير الألمانى ـ مضادا حيويا لم يفلح معه، وبعد اتصال بالخبير الألمانى أعطى له مضادا حيويا آخر. انخفضت الحرارة، وبعد يومين خرج المريض من المستشفى بعد أن أكد له الفريق المعالج أن كل شىء على ما يرام فى انتظار فك الأربطة بعد يومين. ساعات وتعرض «حامد محمود» إلى صداع شديد، طمأنه الطبيب هاتفيا، ودعاه للاستمرار على البرنامج الدوائى، ولكن زادت حالته سوءا مما استدعى ذهابه إلى المستشفى مرة أخرى. ماذا حدث؟ لا أحد يعرف. استمرت حالته فى السوء، وبعد اتصال بالخبير الألمانى طلب إجراء عملية جراحية له لإزالة عظمة من الجمجمة لحدوث ارتشاح بالمخ، ثم إعادتها مرة أخرى بعد أسبوعين بعد التخلص من الماء. الإجابة التى تسمعها أسرة وأصدقاء «حامد محمود» من المستشفى أن سبب الانتكاسة يعود إلى الإصابة بميكروب. كيف ولماذا؟ وأمس الأول جاءت المستشفى بفريق آخر من الأطباء المتخصصين أسفر عن تغيير برنامج العلاج.

هذا كلام أسرته، الذى تسمعه من الطبيب المعالج المباشر، والكل فى حالة ذهول مما حدث. ولأننى لست طبيبا، فما كتبته هو كلام سماعى، ولكن الأكيد فى الأمر أن حالة «حامد محمود» حرجة، كل من رآه يعتريه الخوف والقلق على حياة هذا الإعلامى الناجح، الذى أنفق ما لديه، وما تمتلكه أسرته على هذه العملية الجرحية التى تكلفت ما يقرب من مائة وخمسين ألف جنيه. أعرف أن هناك تحركات فى مجلس الوزراء يقف خلفها الكاتب مصطفى بكرى، وهناك جهود أخرى يقوم بها الدكتور عماد جاد، وزملاؤه يحاولون مساعدته بكل ما يستطيعون، ولكن أين الجهاز الذى يعمل فيه ـ أعنى التليفزيون المصرى ـ للأسف فى غيبوبة وسُبات عميق؟

زملاؤه مصدومون، والغضب يملأ صدورهم، وأتوقع أن ينفجر فى أى لحظة، يطرقون أبواب المسئولين، وحتى كتابة هذه السطور لم يجدوا استجابة، الأوراق مجمدة لم تتحرك، لماذا لا أعرف؟

«أنقذوا حامد محمود» صرخة أطلقها فى وجه حالة تنبئ ليس فقط بإهمال طبى، ولكن أيضا بما يشبه «التخلى الإنسانى» الذى تمارسه إحدى مؤسسات الدولة تجاه أبنائها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved