حان وقت التأمين على أبطال معركة كورونا

أشرف البربرى
أشرف البربرى

آخر تحديث: الخميس 2 أبريل 2020 - 9:50 ص بتوقيت القاهرة

بعد أن تأكد ما قلناه فى الأسبوع الماضى عن أن جميع العاملين فى القطاع الصحى من أطباء وتمريض وإداريين وعمال يضحون ليس فقط بأرواحهم ولكن أيضا بأرواح عائلاتهم من أجل التصدى لفيروس كورونا المستجد، أصبح إيجاد مظلة للتأمين على حياة هؤلاء الأبطال أمرا ملحا وعاجلا.
فأعداد العاملين فى القطاع الصحى الذين يصابون بالفيروس نتيجة لعملهم فى تزايد، ووصل الأمر إلى وفاة الدكتور أحمد اللواح نتيجة إصابته بالفيروس أثناء عمله، قبل أن تنتقل العدوى منه إلى ابنته التى ندعو الله لها بالشفاء العاجل.
ولا يعقل أن نطالب العاملين فى القطاع الصحى بمواصلة معركتهم ضد الفيروس وهم لا يشعرون بالأمان على مستقبل عائلاتهم إذا ما تعرضوا لمكروه نتيجة مشاركتهم فى المعركة، ومن هنا فمسارعة الدولة بإصدار وثيقة تأمين على الحياة بمبلغ لا يقل عن مليون جنيه لجميع العاملين فى القطاع الصحى حتى انتهاء أزمة كورونا، أصبحت أمرا واجبا عليها. فلا يعقل أن يسقط الدكتور اللواح شهيدا فى معركة كورونا وتسقط ابنته مصابة، ثم لا تجد عائلته سوى المعاش الحكومى ومكافأة نهاية الخدمة وغير ذلك من البنود التى لا تغنى ولا تسمن.
هذه الوثيقة لن تكلف الدولة الكثير، إذا ما كانت مؤقتة ومرتبطة بفترة الوباء، لكنها ستبعث برسالة شديدة الأهمية للعاملين فى القطاع الصحى، تقول: إن الدولة تقدر تضحياتكم وتسعى إلى توفير سبل التأمين لكم ولأسركم.
الحكومة مطالبة، أيضا، بالمسارعة فى توفير كل مستلزمات الحماية والوقاية فى المستشفيات والمنشآت الصحية، خاصة أن الأطباء يتحدثون عن عدم كفاية هذه المستلزمات مما يزيد المخاطر التى يتعرض لها العاملون فى هذه المنشآت، ويهدد باتساع نطاق العدوى التى يمكن أن تنتقل معهم من المستشفيات إلى خارجها، كما حدث مع الدكتور أحمد اللواح رحمه الله.
النقطة الأخرى التى كشفت عنها أزمة فيروس كورونا هو النقص الحاد فى الكادر البشرى للقطاع الصحى ليس فى مصر وحدها، ولكن فى غالبية دول العالم، وهو ما يعنى أن استنزاف القدرات المصرية فى هذا القطاع سيتواصل بعد انتهاء الجائحة، إذا لم تتحرك الدولة وتوفر للأطباء وغيرهم من الكوادر الفنية بالقطاع الصحى ما يضمن لهم حياة كريمة عند استمرار عملهم فى المنظومة الصحية الرسمية لمصر، ويجب أن نضع فى الحسبان أن الولايات المتحدة، فتحت أبوابها أمام الكوادر الطبية الراغبة فى العمل لديها، رغم أن الرئيس الأمريكى دونالد ترامب يفرض قيودا مشددة على قدوم الأجانب إلى بلاده.
كما أن الدول الأوروبية التى اكتشفت النقص الحاد فى إمكانياتها الطبية أثناء أزمة كورونا ستسارع هى الأخرى بالتأكيد إلى تعزيز هذه الإمكانيات، ولن يكون أمامها سوى الدول النامية ومنها مصر لسد النقص فى العناصر البشرية فى منظومة الرعاية الصحية، وبالتالى ستزيد الإغراءات التى يواجهها شباب الأطباء المصريين وكبارهم للعمل فى الخارج وهو ما يعنى زيادة حدة الأزمة فى مصر.
وبدلا من الحديث عن تقليص أعداد الملتحقين بكليات الطب بسبب عجز موارد هذه الكليات عن توفير التعليم الجيد للأعداد الحالية، يجب زيادة موارد هذه الكليات لتستوعب أعدادا أكبر وتضمن لهم تعليما جيدا لمواجهة النقص الحالى والمرشح للزيادة فى أعداد الأطباء وأطقم التمريض فى مصر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved