أبوالغار وأبوالمجد: عليكم باللقاح

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الأحد 2 مايو 2021 - 7:40 م بتوقيت القاهرة

«محدش تانى يكلمنى عشان يقولى آخذ اللقاح أم لا؟.. «جبل طارق» بعد أن كان عندها أعلى معدلات الإصابة فى العالم بفيروس كورونا، قامت بتطعيم 85% من سكانها، فاختفت الكورونا، ولم تسجل حالة إصابة واحدة منذ مارس. ومن يصر على الاستمرار فى التشكيك فى اللقاح، فعليه أن يعترف أنه سيكون السبب فى وفاة أى شخص يسمع كلامه، ولم يأخذ اللقاح. أظن أنه هذا هو أبسط واجب عليه أخلاقيا وأدبيا ودينيا لأن أرواح الناس ليست لعبة».
الكلمات السابقة ليست كلماتى، لكنها للدكتور أيمن كمال أبوالمجد، أحد أهم أطباء القلب فى مصر، قرأتها له قبل أيام، ووجدتها مهمة جدا لتصل إ‍لى أكبر عدد من الناس، هذه الأيام بعد أن زاد الجدل وكثر بشأن السؤال الذى صار يتردد فى كثير من الأماكن والبلدان: هل نأخذ اللقاح أم لا؟!
هذا سؤال شديد العبثية لأن من يطرحونه لا يريدون أن يروا الكارثة التى ضربت العالم بسبب كورونا، وجعلت عدد الإصابات بهذا الفيروس الخطير تتجاوز نهاية الأسبوع الماضى حاجز الـ150 مليون إصابة، أكثرها فى أمريكا 32 مليون حالة، ثم الهند 18 مليونا والبرازيل 14 مليونا، مع 3.2 حالة وفاة.
الفيروس يتوحش ويتحور بصورة خطيرة خاصة فى نسخته الهندية حيث يتم تسجيل معدل إصابات يومى فوق 357 ألف حالة، أى أكثر ثلاثين مرة مما كان عليه المعدل فى فبراير الماضى.
جميعنا شاهد عجز الهند الدولة الكبرى والمهمة والمنتجة عن مواجهة الوباء، بل واجهت مشكلة، ليس فقط فى توفير الأكسجين والمستشفيات وغرف العناية المركزة. بل فى عملية حرق الجثث!
بعد كل هذا يأتى من يجادلك ويقول لك نأخذ اللقاح أم لا؟!
قد نفهم هذا الجدل من بعض غير المتعلمين أو ممن ليس عندهم دراية كافية بخطورة الفيروس، لكن أن يأتى من بعض المتعلمين فهى مشكلة، أما أن يأتى من بعض الأطباء فهى كارثة، وسمعنا وزيرة الصحة دكتورة هالة زايد تقول قبل أيام قليلة، إن أكثر من نصف عدد الأطقم الطبية رفضوا الحصول على التطعيم، ولا يوجد إجبار للأطباء على ذلك، رغم أن كل دول العالم حصل الأطباء فيها على التطعيمات، لأن «التطعيم مش عشانك أنت بس، ده عشانك وعشان غيرك».
حنيما دخلت أحد المستشفيات الكبرى للعلاج من كورونا فى مارس الماضى، سألت إحدى الممرضات هل تلقيت التطعيم؟! فقالت لا، وحينما سألتها عن السبب، قالت إن بعض الأطباء الذين تعرفهم، قالوا لها إنه خطر وخطير ويتسبب فى أمراض كثيرة وقد يؤدى إ‍لى الوفاة!!
فى رأيى أنه لأمر خطير أن يقتنع قطاع كبير من الأطباء بمثل هذه الخرافات، بدلا من أن يكونوا رواد التبشير للمواطنين العاديين لتلقى اللقاح.
أعتقد أن وزارة الصحة عليها أن تتواصل مع نقابة الأطباء فى نقاش حر ومفتوح للحديث عن هذه النقطة، حتى يقتنع الرافضون والمترددون بضرورة تلقى اللقاح، وأن تقوم الوزارة والنقابة ببذل كل الجهود لإقناع سائر أفراد المجتمع بأهمية التطعيم ضد اللقاح، وأن يتم استغلال الشخصيات العامة والمؤثرة وأهل الخبرة فى هذه القضية. لو كنت مكان الوزارة لقمت بنشر وتوزيع الكلام الذى قاله الدكتور المتميز والمحترم محمد أبوالغار قبل أيام فى فيديو مهم موجها كلامه للمواطنين.
أبوالغار قال للناس: «جميع اللقاحات جيدة ونسبة كفاءتها من 65 ــ 95%، لكن الأهم من الكفاءة أن جميع أنواع اللقاحات تمنع الوفاة وتمنع الدخول للمستشفى».
عليكم أن تأخذوا اللقاح بغض النظر عن اسمه وهل هو الصينى أم الأوروبى أم الروسى أم الأمريكى فجميعها آمنة ومفيدة، وحتى لو ظهرت أعراض بعد تلقى اللقاح، فهى تظهر فى أى دواء ولقاح فى العالم، وحينما تكون هناك عشرون حالة وفاة فى ثمانية ملايين ممن تلقوا اللقاح فهى نسبة لا تذكر.
انتهى كلام الدكتور أبوالغار، وأتمنى أن يصل إ‍لى جميع من يهمه الأمر، خصوصا أنه يصدر عن رجل له قيمة علمية كبيرة وتقدير إنسانى وأخلاقى وأدبى من الجميع.
مطلوب منا جميعا أن نبذل جهدا مضاعفا لإقناع الخائفين والمترددين، لأنه من الواضح أن لدينا أمراضا اجتماعية لا تقل خطرا عن خطورة الفيروس والأمراض العضوية.
والحديث موصول لأنه يستحق.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved