مات جورج فلويد.. فأصبح بطلا!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الثلاثاء 2 يونيو 2020 - 10:10 م بتوقيت القاهرة

** كتب نجم وبطل كرة السلة الأمريكى كريم عبدالجبار مقالا فى صحيفة لوس أنجلوس تايمز عن حادث اغتيال جورج فلويد بواسطة أربعة ضباط شرطة، يتحملون جميعا مسئولية وفاة فلويد. وقال عبدالجبار إن ما يراه العالم فى مظاهرات السود هو أنهم وصولوا إلى حافة الغضب. والأمر المهم بالنسبة لهم ليس مسافات التباعد الاجتماعى أثناء مظاهرات الغضب، وإنما هل يكون مصير أولادهم وأبائهم وأشقائهم مثل مصير جورج فلويد، الذى اغتالته الشرطة؟
وأشار نجم كرة السلة الشهير إلى العنصرية التى يعانى منها المجتمع الأمريكى وكيف أن أصحاب البشرة السمراء من ذوى الأصول الإفريقية هم الأكثر فقرا، والأكثر إصابة بفيروس كورونا، والأكثر فقدا لوظائفهم.
** انتفض نجوم الرياضة وكرة السلة الأمريكية الذين يعدون من نجوم المجتمع الأمريكى إزاء حادث مقتل جورج فلويد. ومن هؤلاء مايكل جوردان، وليبرون جيمس لاعب لوس أنجلوس ليكرز. كما طالبت النجمة العالمية، بيونسيه، بـ«العدالة» لجورج فلويد الأمريكى الأسود داعية إلى المشاركة فى عريضة حصدت أكثر من سبعة ملايين توقيع، وقالت المغنية الشهيرة عبر حسابها على إنستجرام الذى يتابعه 147 مليون شخص: «نريد العدالة لجورج فلويد. لقد شهدنا جميعا على مقتله فى وضح النهار. نحن محطمون ونشعر بالاشمئزاز».. فيما بدأ فريق ليفربول مرانه بحلقة حداد وسط الملعب، وقالت عنها صحف بريطانية: مباراة اليوم!
** انتفضت أمريكا فى غضب، وهو غضب مكرر، ظل مدفونا فى قلب الولايات المتحدة، ليظهر كل فترة فى صورة مختلفة، وذلك منذ صدور المرسوم الرئاسى المكتوب بيد رئيس الولايات المتحدة إبراهام لينكولن فى الأول من يناير عام 1863.
** ردود أفعال نجوم العالم فى الرياضة والفن، وملايين البشر الذين يكرهون العنصرية، تجوب الكرة الأرضية، كما ينتشر العنف فى الولايات المتحدة غضبا من الحادث وهو ماترتب عليه استدعاء 17 ألفا من قوات الحرس الوطنى وإعلان الطوارئ فى 24 ولاية أمريكية. ومع ذلك يظل المشهد الأهم هو تلك المظاهرة الكبيرة التى ظل المشاركون بها يهتفون: لا أستطيع أن أتنفس لمدة 9 دقائق، كما فعل جورج فلويد !
** العنصرية موجودة فى كل شارع وفى كل ميدان، وفى كل ملعب، وهناك عشرات من نجوم كرة القدم تعرضوا للإيذاء العنصرى، ومنهم دروجبا وإيتو وبليز ماتويدى وباتريس إيفرا، وسولى مونتارى، وودانى ألفيش، وبواتينج، وستيرلينج، وبالوتيلى وهذا الأخير الذى يحمل إسم عائلة فرانشيسكو بالوتيلى التى تبنته وهو طفل رضيع يبلغ من العمر عامين، تعرض للعنصرية عدة مرات ومنها مرة غريبة حين تألق فى مباراة بين إيطاليا وألمانيا فى كاس الأمم الأوروبية عام 2012 وأرادت صحيفة جازيتا ديلو سبورت الإيطالية أن تشيد به فخرجت برسم كاريكاتورى قبل مباراة إيطاليا وإنجلترا يبدو فيه بالوتيلى فى شكل كينج كونج وهو يقفز فوق ساعة بيج بن كأنه مشهد يجسد شخصية القرد العملاق التى إبتدعها المؤلف وكاتب السيناريو إدجار والاس، وعرضت السينما أول أفلامها عام 1933.. وأغضب هذا الرسم الكاريكاتورى بالوتيلى للغاية وطالب باعتذار رسمى من الصحيفة.. فأسفت واعتذرت جايزتا ديلو سبورت، لأنه بالوتيلى يومها كان بطلا جماهيريا، والأبطال حين يصبحون أبطالا يفوزون بكل شىء، الضوء، والمال، والاعتذار، والأسف، والانحناء أما جورج فلويد فلم يكن بطلا قبل اغتياله، وأصبح الآن بطلا بعد وفاته..!.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved