صحافتهم.. التى عاشت

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الخميس 2 يوليه 2015 - 10:50 ص بتوقيت القاهرة

•• تصدر فى بريطانيا 522 صحيفة ومطبوعة، منها مايصدر يوميا، ومنها الأسبوعى والشهرى أو نصف الشهرى والسنوى.. والصحافة البريطانية عبارة عن مائدة متنوعة ومتخصصة. وهذا بجانب الصحف الكبرى السياسية والاجتماعية التى تغطى الأحداث البريطانية والعالمية، وفى داخلها أقسام للصحة والرياضة والمال بجانب ملاحق متكاملة فى شتى المجالات.

•• الصحف البريطانية التى صدرت فى الأول من يوليو تجاوز عددها الثلاثين جريدة، لكنى أتوقف عند الصحف الكبرى، وأبدأ بالميرور، التى قسمت غلافها بموضوعين. الأول بعنوان «أكثر حرارة من الصحراء». فى إشارة إلى موجة حارة تتعرض لها بريطانيا. والجزء الثانى يتحدث عن تناول القاتل التونسى، الذى ارتكب مذبحة الشاطىء للمخدرات وبأنه لم يكن مهتما بموته.

•• الإندبندنت عنوانها فى الصفحة كان: «صناعة قاتل» مع صورة للرزوقى مرتكب المذبحة وهو مبتسم وبجوراه بندقيته. وفى الصفحة أخبار فى عناوين عن زيارته لليبيا وسوريا، وأن هذا القاتل أجرى اتصالا تليفونيا مدته 10 ثوان قبل أن يقتل 38 سائحا، ويصيب 36.

•• ديلى ميل تصدر صفحتها الأولى خبر عن الخسائر المحتملة نتيجة أكثر الأيام حرارة فى بريطانيا منذ 10 سنوات. وتضمن الخبر الأول تحذيرا للسيدات الحوامل ولسائقى القطارات حيث ستصل الحرارة إلى 40 درجة مئوية ويمكن أن تؤثر على القضبان وتؤدى إلى تمددها.

•• الجارديان كان موضوعها الأول موجها إلى الأزمة اليونانية والبلد الذى غرق فى الديون لعشرات السنين. لكن فى الصفحة الأولى أيضا للجارديان تجد خبرا عن بطولة العالم لكرة القدم للسيدات فى كندا وعن نجاح منتخب بريطانيا فى مواصلة طريقه.

••ديلى إكسبريس صدرت بعدة موضوعات فى صفحتها الأولى. ومنها خبر مصور عن مهاجرين بلا مأوى ينصبون الخيام فى هايد بارك وبعنوان يقول: «كيف يجرأون؟».. وبجوراه خبر عن مقدم برامج شهير عمره 81 سنة يعانى من ألزهايمر، وقد تم العثور عليه فى إسبانيا حيث يقيم

•• اختفائه. وفى نصف الصفحة الآخر بالأسفل تقرير عن درجات الحرارة القاتلة التى تضرب غرب أوروبا وبريطانيا.

•• فى اليوم نفسه صدرت 30 صحيفة أخرى متنوعة الاهتمامات، فحتى الحدائق لها جريدة، والطيور لها جريدة، ولبعض المناطق جريدة، وكلها تحتوى على مواد تحريرية خبرية ومسلية وعلمية ومحشودة بالمعلومات وبالتفاصيل. فقد أدركت صحف العالم أن معركتها مع التليفزيون ومع مواقع التواصل الاجتماعى وتكنولوجيا الاتصالات تكمن فى عرض ما تعجز عنه الكاميرا، وذلك بمزيد من التفاصيل. ولذلك عاشت هذه الصحف أو ما زالت حية تقاوم، مع الوضع فى الاعتبار ثقافة القراءة والقدرة على القراءة أصلا، وثقافة الناس المتنوعة فهناك قارئ لبطولات التنس، وقارئ لأنواع الزهور، وقارئ يهتم بأخبار الصحة والجديد فيها، وقارئ يعشق الموسيقى ويبحث عن أفضلها فى صحيفة.. وهذا التنوع فى الذى يتلقى وراء تنوع من يخاطبه.

•• الأمر أعمق من هذا المقال والمقارنة ظالمة، إلا أننى توقفت كثيرا حين خرجت صحف مصرالكبرى صباح يوم 30 يونيو بعنوان واحد تقريبا فى مضمونه وفى كلماته وفى عدد الكلمات يقول: «استشهاد النائب العام محامى الشعب».. وكان الخبر معروفا ومشهودا منذ العاشرة صباحا من اليوم السابق.. أعتقد أننا يجب أن نبحث عن أسلحة جديدة تخوض بها صحافتنا معركة الحياة فى مواجهة عصر جديد فى الإعلام بدأ منذ مطلع هذا القرن.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved