الإعلان: بين ثقافة وأخرى

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: السبت 2 أغسطس 2014 - 8:15 ص بتوقيت القاهرة

حينما طالعت خبرا مؤداه أن محاميا مصريا قد رفع دعوى قضائية على معهد الأورام متضررا من القسوة المتعمدة فى الإعلانات التى يحث بها المعهد مشاهدى التليفزيون على التبرع لمرضى السرطان.

حسدته على شجاعته وتمنيت لو أننى لم ألجأ لأضعف الإيمان عندما اكتفيت بالتوقف عن مشاهدة كل إعلانات التليفزيون. رغم إيمانى بحسن نية أطباء معهد السرطان ولى بينهم زملاء أعزاء وأصدقاء إلا أن الإعلان بالفعل كان يشير بصراحة مؤلمة إلى أن الموت هو نهاية رحلة علاج المريض رغم أن ذلك ليس صحيحا بالمرة. لم يعد السرطان قدرا محتوما بل فى العالم المتقدم يعالج لمرض مزمن.

الذى أعادنى لتلك التداعيات المؤلمة قصة نشرتها النيويورك تايمز هذا الأسبوع. القصة لشابة فى مقتبل عمرها Faith Brown أجريت لها عملية لاستبدال مفصل الركبة بآخر من المعدن بعد اصابتها بأحد السرطانات النادرة التى تصيب الانسان فى سنوات النمو. الاستيوسركوما أو سرطان العظام من هذا النوع بالفعل سرطان شرس يستعدى البتر لكن فيث التى تم تشخيصها مبكرا نجت من هذا المصير وكان لها أن تجرى تلك العملية الدقيقة وأن يتم علاجها بالكيماوى.

من أشهر مرضى هذا النوع النادر من السرطان «تيد» ابن السيناتور إدوارد كندى والذى يعمل الآن محاميا مرموقا فى نيويورك.

كان لدى والدى فيث الوعى الذى دفعهما للتمييز بين ألم السرطان وآلام النمو التى يشكو منها الشباب فى تلك المرحلة من العمر. بعد الأبحاث التى كشفت عن وجود الورم أجرت فيث الجراحة فى معهد متخصص لأنواع السرطانات النادرة قام بتأسيسه مجموعة من العائلات التى نجا أبناؤها من السرطان بعد علاجات قاطعة ناجحة.

تجرى فى ذات المعهد الآن أبحاث على خمسين دواء مختلفا يسعى الأطباء لاختيار أفضلها للعلاج مستخدمين حيوانات التجارب آملين أن يصلوا قريبا لنتائج جيدة تقبلها وكالة الغذاء والدواء لتبدأ مرحلة التجارب الاكلينيكية على البشر.

رغم ندرة هذا النوع من السرطان إلا أنه حظى باهتمام العلم والعلماء والمجتمع تأسيس المعهد بجهود الأسر التى تم علاج أبنائها وصدرت قصة رومانسية بالغة الرقة تحكى علاقة حب بين شاب وشابة مصابين بذات المرض ويتعافيان معا فى مركز للتأهيل. القصة تحولت إلى فيلم ظل فى السينما شهور.

قصة فيث مع السرطان نشرتها النيويورك تايمز وقد احتلت صورة لها وهى تسبح مساحة نصف الصفحة. على شفتيها ابتسامة تضىء ملامحها وقد فردت ذراعيها تعوم على ظهرها وتحرك ساقيها فى الهواء.

صورة تنتصر للحياة وتحيى فى الروح التفاؤل.

بالمناسبة الصورة يحمل دعوة للتبرع لدعم برنامج علاج السرطانات النادرة لدى الشباب.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved