حق مصر فى الحياة والوجود

علي حامد الغتيت
علي حامد الغتيت

آخر تحديث: الأحد 2 أغسطس 2020 - 8:20 م بتوقيت القاهرة

حق مصر وحق المصريون فى مياه النيل (حق الحياة والوجود) حق ماثل منذ الخليقة ومنذ أن كان تدفق النيل ولا حياة بدونه لمصر التى خلقها الله متلقية مصبه.
فحق مصر والمصرى والمصريون فى مياه النيل حق وجود، ولم يكن أبدا مجرد حق اكتسبته أرض مصر من محض سبق مرور الزمن.
والحق فى الوجود منحة من الخالق سبحانه، فضلا عن كونه حقا مقدسا؛ فهو حقٌ فى القانون على مختلف تصانيفه:
• خارج عن نطاق التعاملات عليه أو التصرف فيه أو المقايضة عليه (Inalienable Right)، سواء كان ذلك فيما بين البشر، أم كان بين الدول أو بين ممثليهم، كما هو بالتمام وضعه أمام منصة القضاء الدولى العام بأنواعها.
• لذا فهذا الحق فى الحياة والوجود فى القانون (المفهوم والمصطلح) ليس فقط حقا للفرد تحصنه وتحميه قواعد وأحكام النظام العام الدستورى فى القانون الداخلى (الوطنى)، إنما هو كذلك وبالضرورة وباللزوم حق مطلق للأفراد، وحق جموعهم؛ تحصنه وتحميه أيضا قواعد وأحكام النظام العام الدستورى فى نطاق القانون الدولى العام والقانون الجنائى الدولى، وتحمل الدولة المصرية المسئولية فى اتخاذ إجراءات هذا التحصين وتلك الحماية أمام القضاء الدولى بأنواعه ولجموع المصريين الانضمام إليها إجرائيا بما عساهم أن يعدون من عرائض فى هذا الشأن معاضدة لحقهم فى الحياة والوجود.
• أما ما عساه أن يكون قد أبرم أو يُبرم من اتفاقيات بين الدول، أو من إعلانات مشتركة توقع بين الدول، فهذه إن هى إلا اتفاقيات تنظيمية كاشفة بالضرورة، وليست مُنْشئة لحق الحياة والوجود، ولا هى فى مقدورها أن تجرى تعاملات، أو تصرفات، أو تنازلات فى شأن حق الحياة والوجود اليوم، ولا فى مقدورها الادعاء بإمكان قيامها بأى من ذلك. كما أنه ليس فى مقدور أى من هذه الاتفاقيات أو الاعلانات، الادعاء بإمكان خلق تعاملات أو تصرفات، أو تنازلات، فى بعض هذا الحق أو كله، فى خصوص مستقبل مصر ولا فى شأن مستقبل المصرى الفرد، كما أنه ليس فى طاقتها أن تفعل ذلك فى مستقبل أهل مصر المحروسة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved