لوسي وصبحي .. ووجوه عبدالوهاب السبعة

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الأربعاء 2 سبتمبر 2009 - 9:42 ص بتوقيت القاهرة

 كنت دائما أرى لوسى من أخلص ممثلات جيلها انتماء لمدرسة التلقائية فى الأداء.. وانتماء للشخصيات التى تجسدها، وهى فى دور بهيجة زوجة المعلم العقاد فى مسلسل الباطنية تؤكد هذا الولاء وهذا النضج الذى يزداد من دور لآخر، تقمصت لوسى عقل وروح وجسد وشفاة وعين بهيجة بقدرة فائقة، بل أعتقد أنها قدمتها بصورة تفوق ما تخيله المؤلف مصطفى محرم والمخرج محمد النقلى..

بصمة لوسى كانت واضحة باندماج حقيقى وتعبيرات غير مصطنعة، والحقيقة أن لوسى من الممثلات اللاتى لديهن قناعة تامة بأهمية الدور وقيمته بعيدا عن حجمه.. لا تقف طويلا أمام مصطلح البطولة والهالة التى تحيطها، لوسى تراهن على التاريخ وليس البريق الوقتى، تبحث عن الصعب الذى يفرج عن مكنون موهبتها التى تاهت بعض الوقت، لكنها عادت وأمسكت بها وأرجو ألا تفر مرة أخرى.

مازال الفنان محمد صبحى يقف فارسا فى ميدان معركة التقاليد والأخلاق والسلوك والثقافة.. لم يفقد سيف المبادئ الذى منحه الزمن إياه، وفى يوميات ونيس يكفيه شعاره الكبير «ابنى ابنك ومتبنيلوش»... فهو بهذا الشعار يضع تاجا كبيرا مرصعا بحكمة الأيام على رءوس كل الآباء.. ويضع أمام أعينهم رهان المستقبل وكل راع مسئول عن رعيته.

هل كان موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب بسبعة وجوه؟.. فى كل مرة يتم فيها تجسيد شخصية الموسيقار الراحل أجد محمد عبدالوهاب فأشعر أننى أمام رجل جديد ومختلف، ولا نعرف من هو عبدالوهاب الحقيقى فتارة نراه كوميديا ساخرا، وتارة أخرى نراه شخصية متكبرة لا يضعف ولا يفرط فى آرائه حتى وإن كانت على غير صواب، وأخرى نراه شخصا يتنازل بسهولة ويقبل النقد حتى لو كان بتجريح فى موسيقاه وآرائه... فعبدالوهاب فى «ليلى مراد» غير عبدالوهاب فى «العندليب» و«حليم» و«السندريلا».

لا أدرى لماذا سمحت بعض القنوات الفضائية بعرض برنامج «حيلهم بينهم كمان وكمان» وهو يتضمن هذا الكم من السباب والمقالب والحوارات غير اللائقة التى تترك انطباعات سلبية لدى مشاهديه من الشباب. أيضا كيف يقبل ضيوف البرنامج من الفنانين أن يظهروا بهذا الوجه السيئ.. فهم يكتشفون أنفسهم بأنفسهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved