محاولة لفهم الألتراس؟

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأربعاء 2 نوفمبر 2011 - 9:05 ص بتوقيت القاهرة

●● القانون قانون، والنظام العام يحترم من الجميع. والخروج عن القانون يواجه بقوة وبحسم.. لكن قبل هذا علينا أن نفهم، ونسعى للحوار والاحتواء.. أتحدث عن الألتراس، الذين دفعوا جريدة الجارديان البريطانية إلى زيارة مصر، وإعداد فيلم تسجيلى عن دور الألتراس وكرة القدم فى ثورة يناير.. وأحاول دائما أن أفهم أفكارهم ومبادئهم. لأنهم الذين جعلوا التشجيع فى مباريات كرة القدم جميلا وملونا على الرغم من بعض المشاغبات هنا وهناك، وبعض الشماريخ هناك وهنا.. ومن ضمن ما قرأته مؤخرا ما كتبه فى مايو الماضى الصحفى محمد جمال فى مدونته المعروفة بجيمى هود، وهو من مؤسسى حركة وايت نايتس (ألتراس الزمالك):

 

●● «يبدأ الصراع كالتالى: فكرة من مجموعة صغيرة من الشباب المتحمس تكون نواة صغيرة لتجمع يحمل أفكارا قوية وأهدافا يسعى إليها الجميع، ثم الصراع داخل المدرج للقضاء على التجمعات الكلاسيكية والمرتزقة المسيطرين على المشهد، ثم انخراط أفراد جدد بأعداد كبيرة بعد توحيد تلك الكيانات ودخول أفراد من طبقات اجتماعية جديدة تحمل أفكارا وتتابع نماذج دولية ولها اتصالات بها عبر الإنترنت أو الترحال خلف المباريات ثم النقطة الفاصلة نحو التحول إلى محاربى السلطة القمعية بعد الصدام مع الأجهزة الأمنية الراغبة فى قمع هؤلاء اللاسلطويين، ثم الصراع مع الإعلام الراغب فى قمع كل الأصوات المعارضة للفساد والاتجار بمقدرات الجماهير وعزل اللعبة وتحجيمها جماهيريا بعد ان تكون قد شكلت قاعدة جماهيرية داخل الاستادات تؤهلها لتكون جماعة ضغط رياضية ضد رغبات المتاجرين بالرياضة وخارج سيطرة الأندية والنقطة الأهم لا يمكن شراؤهم بأى طريقة ممكنة فى مجتمع رياضى كل شىء يشترى فيه بالمال».

 

●● قراءة هذا الكلام قد تساعد من يرغب فى فهم جماعات الألتراس.. لكننى أستدعى الروح الوطنية الوثابة التى تسكن قلوب هؤلاء الشباب، تلك الروح التى تمنحنا الأمل فى بناء مصر الحرية للجميع. والكرامة لكل واحد.. أستدعى تلك الروح وأتركهم يفكرون بعمق فى معنى هذا الاستدعاء..

 

●● أنتهى هنا بالاشارة إلى دراسة قديمة قام بها الباحث الفرنسى كريستيان برومبرجر الأستاذ بجامعة بروفانس جنوب فرنسا عن كرة القدم كظاهرة تنسحب آثارها على الفرد والمجتمع وكانت الدراسة على جماهير مرسيليا ونابولى وتورينو واستغرقت 10 سنوات وقد درس الباحثون سلوك الجماهير فى الملعب وتوصلوا إلى أن الملعب يجمع بين المؤيدين وهم الجمهور، وأبطالهم وهم اللاعبون، وأن هذا الملعب أحد الأماكن التى يستطيع فيها الانسان أن يفلت من القانون والضوابط والقيود الصارمة التى تنظم حياته فى الشارع والمدرسة والعمل والمنزل ولذلك فهو فى الملعب ينفلت ويفرح ويصرخ وينفعل ويغضب وسط سلوك جماعى مصاب بنفس الحالة ولا أحد يستطيع أن يحاسبه ويصفه بأنه خارج على النظام والانضباط..

 

●● هذا فى مرسيليا ونابولى وتورينو.. لكن هل نحن فى القاهرة الصغرى والقاهرة الكبرى نعانى من قيود القانون فى الشارع والمنزل والعمل والمدرسة ونحتاج إلى تفريخ شحنات الضوابط الصارمة فى ملاعبنا؟

 

الإجابة: لا أظن.. فحياتنا تبدو سيركا كبيرا كله إثارة وخروج على النظام..

 

helmestikawi@shorouknews.com

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved