حارس لكل فيلم

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الإثنين 3 يناير 2011 - 10:30 ص بتوقيت القاهرة

ــ سرقة فيلم «فاصل ونعود» قبل نزوله فى دور العرض يثير مخاوف كثيرة حول تطور طرق القرصنة وألاعيب حرامية الإبداع وجناة الملكية الفكرية، ويبدو أن الأمر أصبح يتطلب «حارسا لكل فيلم» حتى لا يجرؤ أحد على السطو والاقتراب من المنتج السينمائى الجديد وتهديد وابتزاز أصحابه الذين سيبكون بالدموع لو تكرر الأمر وربما يعلنون إفلاسهم.

واقع الأمر أنه حتى فى ظل وجود هذا «الحارس» ربما لا تتوقف السرقة ولا التهديد والوعيد والابتزاز.. لماذا؟ لأن هناك من هم غير أمناء من الفنيين الذين يمر عليهم الفيلم عبر تنفيذ مراحله النهائية من مونتاج ومكساج، فجزء من أصابع الاتهام تشير إليهم، ومن غير أحدهم يمكنه أن ينقل نسخة الفيلم قبل عرضه وتكوين تشكيل عصابى يساوم أصحاب الفيلم ويبتز اموالهم.

المهمة أصبحت ثقيلة فكيف سيواصل محبو السينما من منتجين وموزعين المشوار بعد ان أثقلتهم الظروف هما وقلقا وخوفا.. النجم غالى فى أجره.. أدوات التصوير ارتفع سعرها.. الضرائب تواصل مطاردتها.. الرقابة عنصر منغص.. انخفاض الإيرادات.. انهيار سوق التوزيع الخارجى، وبعد كل ذلك ربما يذهب الفيلم هباء مع الريح عبر السرقة والابتزاز.. فيا أيها المخلصون للسينما فتشوا عن الخائن بينكم.. حاسبوه ولا ترحموه.. يرحمنا ويرحمكم الله. هل اكتشف فجأة عبداللطيف المناوى رئيس مركز أخبار مصر أن البرنامج العبرى الذى تقدمه قناة النيل الدولية منذ فترة طويلة بلا قيمة أو جدوى ولم يحقق أى هدف؟.. هل اكتشف فجأة أن الرأى العام الاسرائيلى لا يشاهده بسبب عدم وصول إرسال قناة النيل الدولية أصلا لإسرائيل؟. أخشى أن نكتشف أن قناتنا الدولية التى تبث للعالم بكل اللغات لم تصل لمشاهديها المعنيين فى الخارج وليس مجرد برنامج واحد ودولة واحدة.

ــ ارتحت كثيرا لقرار تليفزيون ديسكفرى بتأجيل بث تشريح جثة نجم البوب الراحل مايكل جاكسون. كان المشاهدون سيرون بالتفصيل عملية تشريح الجثة التى تمت للوصول لسبب الوفاة الحقيقى، وإذا كان قرار ديسكفرى يعود لاسباب قضائية ــ حيث مازالت القضية فى ساحات المحاكم ــ فإن الأزمة الكبرى فيمن يفكر فى إذاعة عملية التشريح بكل قسوتها وخطورة بثها على المتلقى. ويبدو أننا سنشاهد العجب على قنوات التليفزيون فى المرحلة المقبلة وفى ظل منافسة مشروعة وغير مشروع لجذب المشاهد،وسنندم كثيرا لأن ما نشاهده سيؤثر على ثقافة المجتمع وأفكاره واتجاهاته وستتغير خريطة الشارع الأخلاقية والنفسية وخاصة لدى الجيل الجديد.. ويا خوفى من هذا التغيير.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved