السيناريو الكابوسى

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الأحد 3 مايو 2009 - 8:03 م بتوقيت القاهرة

ماذا سيحدث ــ لا قدر الله ــ وانتشر فيروس إنفلونزا الخنازير بصورة وبائية، ورفعت منظمة الصحة العالمية تحذيرها بشأن الفيروس إلى الدرجة السادسة، وماذا سنفعل نحن فى مصر إذا أصبح الوباء عالميا، وتحققت المخاوف أو السيناريو الكابوسى وأصيب نصف سكان الكرة الأرضية؟

سؤال محورى يشغل بال جميع سكان العالم لكن لا أحد يعرف على وجه الدقة هل نحن مستعدون فعلا لهذا
الكابوس لو حدث ــ لا قدر الله ــ أم لا؟!

ألا ندعو الله ألا يصيبنا نحن والعالم أجمع بهذا المكروه.. لكن لنفترض أنه حدث.. فماذا نحن فاعلون؟
الدكتور عبدالرحمن شاهين مدير العلاقات العامة بوزارة الصحة زار «الشروق» قبل أيام، وتحدث معنا طويلا عن أنفلونزا الطيور والخنازير..

قال الرجل: إن تجربة مصر فى إنفلونزا الطيور صارت تجربة يقتدى بها فى العالم، وأن هناك سيطرة تامة على الأوضاع، ذلك معتقدا أن الأمور فيما يتعلق بإنفلونزا الطيور تتجه إلى الأفضل حتى لو كان الظاهر عكس ذلك.. وقياسا على ذلك فإن شاهين يعتقد أننا قادرون على التعامل مع أى أمر مشابه.

بعد الحوار المتشعب والشيق مع عبدالرحمن شاهين شعرت أن مصر لا يمكن أن يصيبها مكروه طالما أن هناك حكومة ووزارة صحة مثل التى لدينا، وداعبت الرجل المبتسم دوما قائلا: الآن عرفت لماذا اختارك الجبلى مسئولا عن الإعلام والعلاقات العامة!

الجانب الآخر من الصورة وطبقا لما هو موجود على أرض الواقع وقياسا على تجربة تعاملنا مع إنفلونزا الطيور، يقول بوضوح إن تعاملنا مع الأمر لا يمكن أن يتغير من المنطق العشوائى إلى التخطيط العلمى بين عشية وضحاها.

وزارة الصحة تبذل جهدا هائلا وكذلك وزارات وهيئات أخرى كثيرة، لكن المشكلة باختصار يلخصها المشهد الفضيحة الذى تناقلته وكالات الأنباء عند اكتشاف أول إصابة بمرض إنفلونزا الطيور فى 16 فبراير 2006 والهلع الذى عم البلاد خصوصا البسطاء الذين وضعوا الدجاج حيا فى جوال ثم أحكموا غلقه وانهالوا عليه ضربا بالعصى ثم ألقوه فى الترعة.

كيف يستقيم أى جهد وكل الإجراءات التى تم الإعلان عنها أشبه بالحبر على الورق فقط.. نقل الطيور بين المحافظات مستمر، والذبح يتم أمام أعين الجميع وسط الأحياء المزدحمة، ما قيمة أى جهد مادامت هناك ثغرات وفجوات واستثناءات؟

نحن أفضل شعب على الإطلاق يتحرك بسرعة جدا خلال الأزمات فى البداية.. نتحمس كثيرا، ونأخذ إجراءات طارئة، ونقسم بأغلظ الأيمان أننا لن نتوقف.. وفجأة وبعد عدة أيام يهدأ كل شىء.. وكأن شيئا لم يكن.

أغلب الظن أنه لو حدث المكروه وعم الوباء فإن أنصار تنظيم الأسرة سيكونون المستفيدين فقط. 
 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved