هل أسترازينكا آمن؟

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الإثنين 3 مايو 2021 - 8:40 م بتوقيت القاهرة

فى الفترة الأخيرة سرت العديد من المخاوف بشأن مدى فاعلية وأمان اللقاحات ضد فيروس كورونا خصوصا لقاح أسترازينكا.
ولأننى لست طبيبا أو خبيرا فى هذا الأمر، فقد قرأت إجابة عن هذا السؤال، على صفحة الدكتور أشرف عمر الفقى استشارى الأبحاث الإكلينيكية بولاية ميريلاند الأمريكية، والمسئول السابق فى مركز تقييم العلاج البيولوجى (المصل واللقاح والعلاج الجينى) بهيئة سلامة الدواء الأمريكية (FDA) بواشنطن. وقد تواصلت معه كى أنشر ما كتبه فوافق مشكورا.
هو يقول فى منشوره:

استجابة لاستفسارات تلقيتها بأعداد هائلة للتعليق على ملف أمان لقاح أسترازينكا المتداول حاليا فى مصر ودول عديدة أقول:
فى الفترة الماضية ناديت مرارا وزارة الصحة المصرية وهيئة سلامة الدواء المصرية (الوليدة) بأن تصدرا بيانا طبيا بالتوصيات والموانع الواجب اتخاذها حيال التلقيح بلقاح أسترازينكا البريطانى على غرار التحفظات التى أبدتها هيئات سلامة الدواء فى عدة دول منها الأمريكية والأوروبية تجاه اللقاح.
‎ولكن وزارة الصحة المصرية التزمت الصمت، وقالت للناس: «خدوا المتاح»، وهى عبارة واجهتها صحيحة، ولكنها غير مكتملة، إذ إن التوجيه بالمتاح صحيح، ولكن إذا تماشى مع النصائح والموانع المتعلقة باللقاح المذكور، وقد استشهدت السيدة الوزيرة فى مؤتمر صحفى أخيرا بأن منظمة الصحة العالمية لم تتحفظ على اللقاح المذكور حتى اليوم، وتماشيا مع ذلك فإنه بالمثل لا تحفظ للوزارة عليه!!
أقول لمعالى الوزيرة، كخبير دولى فى سلامة ومخاطر الدواء وكطبيب عملت فى هيئة سلامة الدواء الأمريكية (FDA) فى السابق، معلومة مهمة، وهى ان منظمة الصحة العالمية ليست جهة اختصاص فى هذا الصدد، فهى جهة تنسيقية إشرافية وليست رقابية وقرارتها فيما يتعلق بسلامة الدواء واللقاح (أى دواء أو لقاح لأى مرض) هى استرشادية بحتة، وليست ملزمة للدول الأعضاء (Guiding but not binding)، فمنظمة الصحة العالمية ليست جهة رقابية لسلامة الدواء ولا سلطة أو سلطان لها على بروتوكولات العلاج أو الوقاية، التى تتبعها الدول على عكس هيئات سلامة الدواء التابعة لحكومات الدول (مثل FDA فى الولايات المتحدة وEMA فى الاتحاد الأوروبى وخلافه)، فتلك هى الجهات الرقابية الفنية المختصة بالتعليق أو السحب أو الإجازة والتداول لأى عقار. فمن يريد التأكد من فاعلية أى لقاح، لا يرجع لمنظمة الصحة العالمية وإنما لبيانات الاستقصاء الطبى المحلى فى دولته، واحتراما لكل الاستفسارات التى جاءتنى أنشر هنا للعامة وللسادة الأطباء خاصة توصية صادرة من بحث صدر منذ أيام فى واحدة من أرفع الدوريات الطبية فى العالم وهى (NEJM)، وذلك بخصوص رصد حدوث جلطات فى الدم فى عدد محدود من متلقى اللقاح البريطانى تحديدا... وفى هذا الصدد ذكر البحث المنشور ــ والعهدة على السادة الأطباء القائمين عليه فى النمسا وألمانيا ــ أنه من بين ملايين تلقوا اللقاح فقد تم رصد ١١ حالة فقط ٩ منهم سيدات، أعمارهم ما بين ٢٢ إلى ٤٩ عاما يعانون من أعراض تجلط مختلفة بدأت بعد نحو أسبوعين من تلقى اللقاح توفى منهم ٦، علما بأن جميعهم كانوا أصحاء ومسحاتهم سلبية للكورونا.
كما أن لقاح جونسون آند جونسون الأمريكى قد تم رصد واحد فى المليون من متلقيه بنفس الأعراض ونصحت الجمعية الامريكية لأمراض الدم (ASH) متلقى اللقاحين أنه إذا تصادف حدوث صداع نصفى بالغ القسوة مصاحبا بقىء وآلام معوية فى الأسابيع الثلاثة الأولى بعد تلقى اللقاح فيجب إجراء التحاليل واتباع القواعد والعودة للمختصين، ومازال الاستقصاء جاريا لتحديد عوامل الخطورة لدى المتلقى التى تجعله أكثر عرضة لتلك الأعراض من غيره..
لزم التنويه بأن هذه حالات معدودة من ملايين تلقوا اللقاح المذكور بأمان تام حول العالم وعليه فتلك النسبة لا تمثل الخطورة التى تستوجب سحبه أو إلغاء إجازته، ولكن وجب نصح وإرشاد الفرق الطبية المحلية ومتلقى اللقاح من الشرائح التى قد تعانى من أمراض دم مزمنة بكل هذه التطورات.
وهنا نصيحتى الفنية لبلدى مصرأن تبنى قاعدة معلومات محترفة ممن تلقوا اللقاح المذكور فى مصر وعددهم عشرات الآلاف لاستبيان حدوث هذه الأعراض من عدمه وصياغة «موقف طبى» من اللقاح المذكور على المستوى المحلى.
أرجو أن أكون قد أجبت عن استفسارات السادة الذين طلبوا منى التعليق على سلامة اللقاح المذكور، وأترك الآن الساحة للسلطات الرسمية المصرية المتخصصة لوضع النقاط فوق الحروف... وأثق فى أنها ستفعل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved