هل ثمة جديد بالمؤتمر الوطنى السابع للشباب؟
هدى رءوف
آخر تحديث:
السبت 3 أغسطس 2019 - 7:50 م
بتوقيت القاهرة
عقد المؤتمر الوطنى للشباب فى دورته السابعة بالعاصمة الإدارية الجديدة، وبالنظر إلى تساؤلات الكثيرين فى كل مرة يتم فيها عقد المؤتمر عن جدواه والجديد من عقده، فيمكن القول إن المؤتمر ــ مع الاعتراف بنجاحه فى كل مرة ــ عند الحديث عنه هذه المرة نجد أنه نجح فى تسليط الضوء على أمرين مستجدين ويمكن البناء عليهما: الأول يرتبط بشئون السياسة الداخلية والآخر بالسياسة الخارجية لمصر. الأمران اللذان أشير إليهما.. الأول هو مبادرة حياة كريمة، والآخر هو تخريج الدفعة الأولى من البرنامج الرئاسى للشباب الإفريقى.
وبالنظر إلى تخريج دفعة من الشباب الإفريقى من البرنامج الرئاسى للتأهيل للقيادة، تأتى أهمية الحدث فى كونه يخدم أهداف السياسة الخارجية المصرية الرامية إلى العودة لإفريقيا، ولعب دورا محوريا بها لارتباطها بالكثير من المصالح ومهددات الأمن القومى المصرى مثل قضية نهر النيل والإرهاب والتطرف وتفكك الدول الوطنية بإفريقيا. لكن العودة بعد غياب طويل عن القارة الإفريقية أدى إلى وجود تحديات أمام تلك العودة منها وجود منافسين كدول الخليج وإيران والصين وإسرائيل. فضلا عن القدرات الاقتصادية المحدودة لمصر التى لا يمكن التعويل عليها ــ على الأداة الاقتصادية ــ لتحقيق تلك العودة. ومن ثم فإن نسج علاقات مع شباب القارة الإفريقية خاصة من هم فى مواقع القيادة والمؤهلين لها والذين يمكن أن يكونوا نخبة جديدة فى بلدانهم على وفاق وتعاون وتفهم للدور المصرى. من هنا يعد البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب الإفريقى أهم أدوات توظيف القوة الناعمة المصرية وهى أهم مصادر القوة لدى مصر عند التحرك داخل إفريقيا. وبالتالى استمرار التعاون والتعليم والتثقيف والتدريب لهؤلاء الشباب سيسهم فى خلق نوع من التنشئة الاجتماعية لتلك النخبة الشبابية الإفريقية والتى تنجح على مدار سنوات طويلة فى تحقيق انسجام بين القيم والأفكار وسهولة انتقالها ومن ثم التعبير عن المصالح المصرية.
الأمر الآخر الذى ركز عليه المؤتمر والقائمون عليه، هو مبادرة حياة كريمة والتى انطلقت لدعم الأسر الأكثر فقرا لسد الفجوة فى التنمية بين القرى المصرية، ما يلفت الانتباه لفجوة التنمية بين المحافظات المصرية، لاسيما المحافظات الحدودية ومحافظات الوجه القبلى. وبالنظر أيضا إلى ما حرصت اللجنة المنظمة للمؤتمر على استعراضه من إحصائيات للأسئلة الموجهة للسيد الرئيس بحملة «اسأل الرئيس» التى جاءت أكثر المشاركات بها من محافظات القاهرة والاسكندرية فى حين جاءت أقل المشاركات من محافظات مرسى مطروح والوادى الجديد وشمال وجنوب سيناء والبحر الأحمر. وبالنظر لهذه الإحصائية مع مبادرة حياة كريمة يتضح أهمية تركيز سياسات الحكومة التنموية بأبعادها المختلفة والتواصل مع الشباب مع هذه المحافظات، لحثهم على الاندماج فى سياسات الدولة الشاملة وتسويق السياسات الحكومية لهم. إذن تشكل فئة المواطنين وبالأخص الشباب فى محافظات مصر الحدودية والفقيرة أولوية قصوى وأهم المستهدفين فى تلك السياسات. بما يؤدى إلى إزالة مشاعر التهميش والإهمال التى عانتها تلك المحافظات على مدار عشرات السنين الماضية، والتى خلفت فجوة إقليمية فى التنمية بين المحافظات المصرية. فتنبع أهمية وضع رؤية تنموية شاملة للكثير من المناطق المهمشة فى مصر انطلاقا من التغيرات الداخلية التى تشهدها البلاد واعتبار المحدد الاقتصادى أهم أولويات الدولة المصرية لاستغلال الموارد والإمكانيات المتاحة لها وذلك لتوسيع خريطة التنمية من جهة ولتحقيق الأمن المجتمعى من جهة أخرى كنتاج لتلك التنمية. ومن ثم هناك ما يتم البناء عليه مع كل مؤتمر شبابى والذى بالرغم من أنه يمس الشباب إلا أنه لا يخرج عن إطار السياسات العامة للدولة المصرية ومصالحها الخارجية.
باحثة سياسية