شرعية (الشوق) للأوسكار

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الإثنين 3 أكتوبر 2011 - 9:30 ص بتوقيت القاهرة

هل حلم مصر وشوقها بالفوز بجائزة الأوسكار فى السينما حق مشروع؟!

 

يقينى بأنه ليس كذلك، وبأن السينمائيين المصريين أنفسهم لا يؤمنون بأنهم يستحقون المنافسة على الجائزة الأكبر فى عالم السينما وبالتحديد على أفضل فيلم أجنبى، لأنهم يدركون تماما بأنهم أصبحوا خارج حسابات السوق السينمائية العالمية. وبعيدا عن دائرة السينما الإنسانية الحقيقية التى يهتز معها وجدان المشاهد وتبهره إبداعها.

 

إننى لست ضد الحلم ــ الفوز بالأوسكار ــ ولست ممن يعشقون العزف على نغمة اليأس والإحباط لكن واقع وحال السينما المصرية هو ما يوحى بالمشهد كله، وبأن أقصى آمال السينما المصرية تقف عند التسلل لجيوب المشاهد المحلى وحصد ما به من أموال، وأيضا العزف على نغمة أننا نحتاج للترويح عن النفس من سخونة أحداث الثورة، لقد شاهدت فيلم «الشوق» الذى رشحته اللجنة الخاصة لاختيار فيلم مصرى ينافس على جائزة أفضل فيلم أجنبى، وهو فيلم ربما يختلف عن الأعمال المطروحة لمسايرة السوق، وفاز بجائزة مهرجان القاهرة السينمائى، لكن هذه الظواهر لا تعنى أنه فيلم يحتوى مفردات ومواصفات وقدرات المنافسة على جائزة الأوسكار التى تنافس عليها سينما العالم أجمع بجوار إنتاج هوليوود، وذلك النوع من السينما يحتاج لخيال إبداعى ذى مذاق إنسانى بحت، ولغة سينمائية بديعة يستوعبها المشاهد الإنسان فى أى بقعة فى العالم مهما اختلفت قضاياه واهتماماته ورؤاه.. سينما تستطيع أن توحد المشاعر الإنسانية ولغة الصورة فى رؤية واحدة وكيان وإحساس واحد ألا وهو إحساس السينما العظيم.. وهو الإحساس الذى غاب سنوات ومازال عن إنتاجنا السينمائى.

 

وتعالوا نتذكر معا نماذج لأفلام فازت بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبى خلال السنوات السابقشة، وفيها حصلت إيطاليا على الجائزة عشر مرات من أصل 27 ترشيحا، تليها فرنسا بـ9 جوائز ثم إسبانيا بـ4 جوائز ومن الشرق الأوسط رشح لهذه الجائزة إيران عن فيلم أطفال الجنة، وفلسطين عن فيلم الجنة الآن، ومن الأفلام التى نالت الشرف الألمانى «حياة الآخرين» والجنوب أفريقى «توتسى» والإسبانى «البحر فى الأعماق» والكندى «غزوة البرابرة» والبوسنى «الأرض المحايدة» والدنماركى «عالم أفضل» وكل فيلم من هذه الأعمال به علامة من علامات الخلود السينمائى، منها من يملك القصة، والسيناريو الكاسر للتابوهات، والصورة التى تخترق حاجز الواقع، أو الأداء الساكن بالنابض بالحياة..

 

وفى هذا الإطار تعالوا نتذكر بعضا من أسماء الأفلام التى رشحتها اللجنة المصرية خلال الأعوام الخمسة الماضية، ومنها «رسائل البحر»، و«الجزيرة» «أرض الخوف» و«سهر الليالى».

 

وأنا هنا لا أعنى التقليل من شأن أفلامنا المذكورة، ولكن بالتأكيد هناك فوارق بينها وبين ما فرضته دول أخرى وخاضت به المنافسة وحصدت به الجوائز. واقع الأمر أن أغلب سينمائيينا مازالوا يفكرون بلغة السوق المحلية.. تلك اللغة التى تفتت هويتها وتشتت ملامحها، وتبقى هناك محاولات ضئيلة تحاول حفظ ماء الوجه لكنه سيبقى وجهى ووجهك أنت عزيزى المشاهد المصرى.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved