الطموح يولد النجاح: أهمية تدريس الطموح

مواقع عالمية
مواقع عالمية

آخر تحديث: الأحد 3 أكتوبر 2021 - 7:50 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع Eurasia Review مقالا للكاتب ماريانو كاريرا، تناول فيه أهمية الطموح فى تحقيق النمو والرخاء ليس للشخص الطموح فحسب لكن للمجتمع ككل. تناول الكاتب أيضا ضرورة تعليم الطموح فى المدارس وكيف يتم ذلك... نعرض منه ما يلى:
فى مناقشة حديثة، ثار سؤال: «لماذا ينجح البعض بينما لا ينجح آخرون؟» أحد العوامل المهمة للغاية هو الطموح. لكن هل يمكننا تعليم الطموح؟ الجواب نعم؛ فمن خلال تحفيز هذا الدافع الفطرى فينا جميعًا، نعزز ونشجع الطموح. كما أن تحديد وتعزيز المصلحة الذاتية للطلبة يؤدى إلى زيادة المشاركة بين الخريجين الذين يسعون إلى المزيد من التعليم لتحقيق المزيد فى الحياة.
ما هو الطموح؟
الطموح هو رغبة قوية فى القيام بشىء ما أو تحقيقه؛ إنها رغبة وعزم على تحقيق النجاح. كل طفل أو طفلة يولد بفضول طبيعى ويطور عقله وقدراته، يراقب ويحاول تقليد وتعلم السلوك من كل شخص وكل شىء حوله.
لكن الطموح قد يكون إيجابيا أو سلبيا. مع الطموح الإيجابى، يستفيد الفرد والمجتمع. مع الطموح السلبى، يكون الإنسان أنانيًا وجشعًا، ويعانى المجتمع.
لماذا الطموح مصدر اهتمام؟
هناك العديد من الفرص أمام الطلبة للنجاح، ولكن يتم استغلال القليل منها، ولا يزال عدد أقل يصل إلى مراده.
تنجح الشركات الناشئة والمشاريع الناجحة لأن المؤسسين هم من يقودون إلى النجاح من خلال تحفيز هذا الطموح وتغذيته من قبل العائلات والمدارس.
لنأخذ تايلاند على سبيل المثال، تركز بعض المدارس الدولية فى تايلاند بشكل كبير على الطموح. وهناك تفاوت فى المناهج الدراسية يفسر جزئيا لماذا تبدو عائلات معينة ناجحة وأخرى لا. التوقعات والطموحات تبدأ فى المنزل. لذلك، يجب على المدارس تعزيز وتطوير الطموح الموجود بالفعل وغرسه عندما لا يكون موجودا.
العديد من الدول تشجع الطموح وتتفاخر الأمة الأمريكية: «إذا كان لديك حلم، يمكنك أن تنجح هنا بالعمل الجاد». فالطموح يعتبر سمة أساسية فى مكان العمل.
ما الذى يجب فعله؟
بداية، يجب أن نسأل لماذا يجب تعليم الطموح. لقد تغيرت الحياة الأسرية والحياة بشكل عام. وبالتالى، يجب أن يكون التعليم أكثر شمولية لسد فجوات التنمية بين الأفراد.
مجرد حث المتعلمين والمتعلمات على طرح السؤال: «إذا كان شخص آخر يستطيع فعل ذلك، فلماذا لا يمكننى أنا فعله؟» يساهم فى عملية التعلم. تحتاج المدارس إلى تشجيع الطلبة على طرح أسئلة حول الأشياء من حولهم. تظهر الأبحاث أن تحفيز الطموحات المبكرة يؤدى إلى النجاح الوظيفى لأن طرح الأسئلة يعمل على بناء الوعى، ويحفز الفضول، ونأمل أن يلهم المتعلمين والمتعلمات للقيام بالمزيد، والاستكشاف، ودفع حدودهم.
تتطلب الطموحات التفاعل. لذلك يجب أن تقدم المدارس أمثلة للطلبة ليتبعوها. على سبيل المثال، فى عام 2018، أثناء التدريس فى جامعة فى بانكوك، أُجريت مقابلة جماعية مع طلبة دوليين. ذكروا أن معظم الطلبة التايلانديين لم يكونوا مهتمين بالتفاعل لأن ذلك يعنى استخدام اللغة الإنجليزية. كانت اللغة الإنجليزية هى اللغة الثانية للعديد من هؤلاء الطلبة الزائرين، لكن الطلبة التايلانديين فضلوا المشاركة فقط عندما أراد الطلبة الدوليون ممارسة اللغة التايلاندية. إذن، لتحقيق النجاح والطموح، يجب على الطلاب السعى للتفاعل مع مختلف الأشخاص والتخصصات واللغات للبحث عن فرص للتحسين.
هل يمكن تعليم الطموح؟
لكن كيف تدرس الطموح؟ يعتبر التفكير النقدى أو الفضول أو المشاركة أو أساليب التعلم القائم على المشروع أو المبنى على المفاهيم أو ببساطة التعلم النشط جزءًا من المعادلة. لا توجد طريقة واحدة لتعليم الطموح. نبدأ ببناء الوعى بالبيئة من خلال القراءة والملاحظة والاستكشاف والمناقشات البناءة. ثم نشجع على حب الاستطلاع مثل طرح أسئلة على شاكلة؛ لماذا هذا، وما الذى يمكن فعله أيضًا، وكيف يفعل الآخرون، هل هذا كل شىء... إلخ. يمكننا أيضًا إظهار كيف يمكن للأشياء أن تتغير باستخدام مشاريع خارج الفصل الدراسى، مثل المشاريع المجتمعية. وفى نهاية المطاف مشاركة هذه النتائج فى المسابقات بين المدارس. باختصار، خلق بيئة يدرك فيها الطلبة جميع الخيارات ويشاركون بشكل كامل ويتصرفون بناءً على فضولهم ليصبحوا أكثر طموحًا. ويجب أن تكون المدارس مختبرات مفتوحة للاستكشاف بحيث يتم تشجيع الطلبة على النجاح بالطريقة الأنسب لهم.
مرة أخرى، الطموح قدرة طبيعية تساعد الأسرة والمدرسة والثقافة فى رعايتها. العمل الجاد جيد ولكن الجمع بين هذا العمل الجاد والطموح يمكن أن يؤدى إلى نتائج أفضل. لذلك، يجب أن تلعب المدارس دورًا أكثر أهمية فى تحديد ورعاية وتطوير طموح الطلبة من خلال خلق بيئة وبرامج تدعم وتشجع الأفراد. وإذا كان الطلبة أكثر طموحًا بشكل إيجابى، فسوف يستفيد المجتمع من النمو فى الابتكار والإنجاز والفرص.
وعلى حد تعبير السناتور الأمريكى بيل برادلى، «الطموح هو طريق النجاح. المثابرة هى السيارة التى تصل بها إليه».
إعداد: ياسمين عبداللطيف زرد
النص الأصلى:

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved