أنا البرنامج الانتخابى

محمد موسى
محمد موسى

آخر تحديث: الأربعاء 3 نوفمبر 2010 - 9:39 ص بتوقيت القاهرة

 كبر هذه الجيل وترعرع على مجموعة من الحقائق التى لا تتغير فى مصر، مثل النيل والهرم والرئيس مبارك وفاروق حسنى وآمال فهمى، وأيضا فتحى سرور.

صعد الأخير إلى منصة التشريع الأعلى بعد اغتيال سلفه رفعت المحجوب عام 1991، (كان يجب الاستعانة بذاكرة جوجل التى لا تبلى)، ومن ساعتها لم ينزل عن المنصة.

بعد ثلاثين عاما من إدارة الحياة البرلمانية فى بلدنا المسكين، يتحدث سرور بتواضع العظماء، فى حوار منشور أمس، ليقول إنه لا يدفع مليما فى الدعاية الانتخابية، ليه؟. «لأن أنصارى هم الذين يدفعون».

الحوار صفحتان من الكلام والصور التى جاء بعضها فى حجم الجداريات الملونة. والبداية عبارة يتجاوز بها سرور حدود الإنسان السياسى، ليدخل رحاب الإلهام والقداسة، عندما يؤكد أنه يدخل الانتخابات بلا برنامج، ليه؟، «لأن شخصى هو البرنامج».

شخص الدكتور يلخص كل ملامح النظام السياسى لمصر فى الثلاثين عاما الأخيرة، فهو الرجل الذى يسجل محرك جوجل اسمه فى كل صفحة بحث عن نواب «العلاج، والقروض والكيف والتجنيد وسميحة والحذاء والقمار والمحمول وتأشيرات حج بيت الله الحرام والعبّارة»، والقائمة تتجاوز ما يسمح به النشر.

«النواب جاءوا من المجتمع»، هكذا يرد سرور فى حوار أمس على طريقة المحامى الشاطر، ليرفع الحرج عن نظام سياسى يختار ممثليه بوتيرة واحدة، ويضع المجتمع، أهالينا وأنا وأنت، فى قفص اتهام عام مبهم بالفساد.

يعترف سرور بأن الحياة البرلمانية فى مصر أسيرة حالة من السلبية واللامبالاة، بدليل نسبة الحضور المخزية أحيانا لممثلى الشعب فى الجلسات، والمتهم هذه المرة؟. الطبيعة الإنسانية. «تعالى ازوّرك برلمان ايطاليا وفرنسا تلاقى القاعة خالية، الا لو الموضوع مهم تلاقى القاعة مليئة». (من حديث مع المناوى فى يونيو 2006).

يضيف سرور مدير صناعة القوانين أن «الحركة الحزبية فى مصر محاصرة بالقوانين»، ثم تأتى نصيحة سرور المحامى، «الحزب اللى مش لاقى له مكان فى التليفزيون يرفع قضية، ولو معاه حق هيتكلم غصب عن الحكومة».

يعرف سرور السياسى أن هذا لن يحدث فى عصر الرئيس مبارك، كما أنه سمع مثلنا بإلغاء القناة البرلمانية التابعة للقنوات المتخصصة، بعد نصف ساعة من فوز 88 نائبا إخوانيا فى 2005. سرور أستاذ القانون يعرف أن المادة 106 من الدستور تنص على أن «جلسات مجلس الشعب علنية». ويعرف سيد البرلمان أن الشعب يشاهد من الجلسات ما يتوافق مع ذوق سيد ماسبيرو، وأن حصول صحفى على تصريح تغطية المجلس أصعب من الحصول على عقد عمل فى دبى، وأن سيد قراره أسير، مثلنا، لضرورات المصلحة العليا.

يتحدث فتحى سرور، فأتذكر قصيدة أمير الشعراء على لطفى فى مدحه، عندما يقول «كلامك حلو وسكر، وعامل زى المزيكا، فتحى سرور يا ويكا».

mmoussa@shorouknews.com

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved