كومنولث فنى

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الأربعاء 3 نوفمبر 2010 - 10:07 ص بتوقيت القاهرة

 ● تأتى بانوراما السينما الأوروبية بالقاهرة لتجدد الحلم.. حلم التخلص من سطوة الفيلم الأمريكى للشاشات المصرية، باعتباره الممثل الوحيد للسينما العالمية عندنا، وكثيرا ما نادينا بضرورة أن تمتلئ قاعات العرض المصرية بأفلام متنوعة الجنسيات والمدارس السينمائية سواء كانت أوروبية أو أفريقية أو آسيوية أو أمريكية، وكفى المشاهد المصرى حرمانا من هذه الأعمال، التى يشاهدها الجمهور فى كل مكان فى العالم.. كفى الموزعين خوفا من المغامرة، فعرض الإنتاج الأوروبى المتميز بحق مغامرة مضمونة لأنه سيكون هناك حب استطلاع وشغف من المتلقى لمشاهدة هذه الأعمال.

● بدون شك تحتاج المبادرات الفنية الكبرى لدعم وإيمان دول وحكومات وشعوبا معا، فبدونهم يمكن أن تخرج إلى النور، لكن سيكون بريقها خافتا وكيانها هشا وهزيلا.. والمبادرة التى أطلق دويها الفنان الكبير عزت العلايلى خلال لحظة تكريمه فى مهرجان جوردون أوورد لأفضل النجوم والأعمال الدرامية العربية بالأردن، تستحق أن يلتف حولها الجميع، طالب العلايلى بإنشاء كومنولث عربى فنى يذوب فيه كل مبدعى العالم العربى بأحلامهم وأفكارهم وأهدافهم ومبادئهم وسياساتهم.. كان نداء العلايلى نابعا من الإحساس باللحظة نفسها ومن قيمة تكريمه فى دول عربية أخرى وبجواره كثير من النجوم العرب.. المشهد كان يوحى بشىء حتى لو افتقد إلى التنظيم الجيد والرؤية الناضجة التى لم ترتق لمستوى الحدث.. كان المشهد يشير إلى أهمية خروج الكيان الأهم إلى النور ولصوت يهز أرجاء العالم، ويعيد صياغة مفاهيم الآخر عن العالم العربى، ويصدر فنانين وفنا يصول ويجول.

ظلت كلمات الفنان المصرى القدير تطاردنى حتى بعد انتهاء الحدث الأردنى، الذى أقيم بالقرب من البحر الميت.. وأسئلة كثيرة أيضا ظلت تطاردنى: هل يمكن أن تخلص النوايا بين النجوم والمؤسسات الفنية والثقافية العربية؟ هل يمكن أن نتخلى عن نبرة العنصرية ولغة الأنا والتعصب والتحيز للجنسية؟ هل يمكن أن يتلاشى الصراع حول ما يسمى بالريادة والأهمية والأحق والأم والأب؟!

واقع الأمر أن هذه مجرد أمنيات يصعب تحقيقها، وأسئلة سيطول الزمن على تلاشيها، فالحالة الفنية شأنها شأن المناخ السياسى المحاط بنفوس سيئة ونوايا خبيثة وشعور بالأنانية.. وهى مفردات الخطر الأعظم لبنيان ورسوخ أى كيان عربى سواء كان فنيا أو ثقافيا أو إعلاميا أو سياسيا، وهو ما طال بالفعل من أحلام أخرى مثل مفوضية عربية للإعلام والسوق العربية المشتركة، ونخر فى جسد جامعة الدول العربية.

فكرة كومنولث فنى عربى هى حلم ثقيل لكن يمكن تحمله بعقول يقظة مستنيرة.. عقول يمكنها تحمل مسئولية لم الشمل واقتحام الآخر بسلاح نهضوى نافذ اليقين.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved