خطاب الديمقراطيين بمؤتمر «جى ستريت» تجاه إسرائيل يعكس مواقف غير معهودة للحزب

مواقع عالمية
مواقع عالمية

آخر تحديث: الأحد 3 نوفمبر 2019 - 10:45 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع القدس مقالا أبرز فيه الانقسامات الموجودة داخل المجتمع اليهودى فى الولايات المتحدة، إلى جانب الانقسامات الموجودة داخل الحزب الديموقراطى حول سياسة الولايات الخارجية تجاه إسرائيل... ونعرض منه ما يلى:
أنهت منظمة «جى ستريت» اليهودية الأمريكية، التى تعرف نفسها بأنها «منظمة موالية لإسرائيل وموالية للسلام فى آن واحد» مؤتمرها السنوى لعام 2019، مساء الإثنين 28 أكتوبر، ببيانات سياسية غير معهودة فى إدانة الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، والمطالبة بإنهائه، بل وبالتصريح علنا بأن المساعدات الأمريكية لإسرائيل يجب ألا تكون بمثابة «شيك مفتوح» دون مساءلة، وحتى بالمطالبة باشتراط تلك المساعدات بوقف الاستيطان ومحاولات ضم كل أو جزء من هذه الأراضى المحتلة.
وخلُصَ بيت بوتيجيج، المرشح الأصغر سنا فى السباق الرئاسى لاستخلاص بأن علاقة الصداقة الوثيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل تقتضى توجيه إسرائيل للتراجع عن انتهاكاتها السافرة لحقوق الفلسطينيين، ووقف الاستيطان، والتخلى التام عن فكرة ضم أى أراض محتلة، (مثل منطقة الأغوار التى تحدث رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو يوم 10 سبتمبر 2019 عن نيته ضمها)، فيما شدد السيناتور بيرنى ساندرز، المرشح الأكبر سنا عن الحزب الديمقراطى فى مواجهة ترامب، بأنه يجب على الولايات المتحدة ان تطالب إسرائيل بالمزيد، وقال بأنه لن يقوم فقط باستخدام المساعدات الأمريكية كوسيلة ضغط على إسرائيل لالزامها بالقوانين الدولية، بل يرى أيضا بضرورة اقتطاع جزء من الدعم السنوى الأمريكى البالغ 4 مليارت دولار وإعطائه إلى غزة المحاصرة لحل أزمتها الإنسانية.
وقال بوتيجيج محذرا المشاركين «إذا استخدمنا معادلة رياضية، فإن الوضع فى إسرائيل، بالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين، سيصل إلى نوع من الوئام أو الكارثة، فى غضون حياة أى شخص يذهب إلى الجامعة، اليوم: سوف تعيشون لرؤية واحد من أمرين سيحدث».
وقال ساندرز فى إجابته عن سؤال حول تقييمه لكل من ترامب ونتنياهو «أحدهما سيتم عزله (ترامب) والآخر سيذهب إلى السجن (نتنياهو).
وأضاف: «وصف حكومة نتنياهو بالعنصرية ليست معاداة للسامية، فالحقيقة أنها (حكومة نتنياهو) كذلك: أنا فخور جدا بأن أكون يهوديا وأتطلع إلى أن أكون أول رئيس يهودى» ملهبا حماس الجمهور الذى هب له مصفقا.
وحسب آخر استطلاع للرأى فقد تقدمت السيناتورة إليزابث وارن، بنقطتين على نائب الرئيس الأميركى السابق جو بايدن، المرشح للرئاسة، لتصبح فى المرتبة الأولى. وخاطبت وارن المؤتمرين عبر شبكة «سكايب»، مكررة مواقفها الأخيرة بشأن ضرورة إنهاء الاحتلال، وقيام دولة فلسطينية مستقلة، مستخدمة عبارات غير مألوفة مثل «حق الفلسطينيين فى تقرير مصيرهم» واستعدادها التام فى حال انتخابها لاستخدام المساعدات الأمريكية لإسرائيل كوسيلة ضغط عليها.
أما وزير الإسكان السابق جوليان كاسترو، الذى يخوض المعركة الانتخابية للرئاسة أيضا، وهو المرشح الوحيد من أصول مكسيكية، فقد تلقى تصفيقا مستمرا من الجمهور عندما قال بأنه سيعيد افتتاح قنصليه أميركية فى القدس الشرقية «لتكون بمثابه سفارة للفلسطينيين فى ظل حل الدولتين».
وأضاف كاسترو: «يسرنى أن أرى فى الحزب الديمقراطى، أن أصوات الناس الذين يشعرون بالقلق إزاء حقوق الفلسطينيين قد برزت أخيرا بشكل اقوى».
ولم يشارك نائب الرئيس السابق جو بايدن فى المؤتمر، ولم يخاطبه عبر الإنترنت كما فعلت وارن، ولم يتطرق إلى هذا الملف حتى هذه اللحظة، باستثناء قوله بأنه يؤيد حل الدولتين. وكذلك تفادت السيناتورة من ولاية مينيسوتا، آمى كلوباشار، التى شاركت فى المؤتمر الإجابة المباشرة على سؤال حول ما إذا كانت مستعدة لقطع المساعدات عن إسرائيل لإجبارها على الالتزام بالقوانين الدولية، على الرغم من تشديدها على أنها ستفعل كل ما بقدرتها القيام به لمنع ضم أراضى الضفة الغربية المحتلة.
ومهما كانت اللغة التى استخدمها المرشحون، فإن شيئا واحدا كان واضحا فى المؤتمر وهو، أن مواقف الديمقراطيين تجاه إسرائيل تتحول فى أعلى المراتب فى الحزب.
وجمعت منظمة «جى ستريت» التى تصف نفسها بأنها «مواليه لإسرائيل ومؤيده للسلام»، الآلاف من النشطاء اليهود التقدميين فى مؤتمرها على مدى يومين، ومنحتهم الفرصة لمساءلة المرشحين الديمقراطيين بشأن ما سيفعلونه لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى فى الضفة الغربية، وفك الحصار والمعاناة عن قطاع غزة، وهو أمرٌ لم يختبر فى الحملات الانتخابية السابقة.
وفى إشارة إلى مدى تغيير إداره ترامب للحوار حول فلسطين وإسرائيل، فقد أعلن أغلبية المرشحين الديمقراطيين بأنهم «مستعدون لحجب المساعدات عن إسرائيل إذا ضمت المزيد من أراضى الضفة الغربية» رغم أنه وفى كثير من الأوساط (خاصة المحافظة واليمينية والتقليديين والتبشيريين)، فأن مؤيدى إسرائيل يحاولون وصم أى انتقاد لإسرائيل بأنه كمعاداة للسامية.
وأشار المتحدثون فى المؤتمر مرارا وتكرارا إلى السياسات العنصرية فى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وفى خطابه، قال جيريمى بن ــ أمى، رئيس منظمة «جى ستريت»، إن استطلاعات الرأى أظهرت أن «الأغلبية الساحقة من الناخبين الديمقراطيين تدعم الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء، لكنها لا تؤيد رئيس وزراء إسرائيل نتنياهو، الذى دعم توسيع المستوطنات وضم المزيد من أراضى الضفة الغربية» مؤكدا أنه «ليس هناك أى شك فى القانون الدولى بأن إسرائيل هى قوه احتلال».
وأضاف «على مدى هذه العقود، برز تدريجيا واقع الدولة الواحدة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، وهى منطقه يعيش فيها اليوم أكثر من 13,000,000 شخص، وأقل بقليل من نصفهم من اليهود» مشيرا إلى أنه، ولذلك، فإن منظمته ستواصل مطالبة جميع المرشحين بالكشف عن «ماهية الخطوات التى يرغبون فى اتخاذها إذا ما استمر الاحتلال فى التعمق، وإذا ما ذهبت الحكومة الإسرائيلية للضم الرسمى لكل أو لأجزاء من الضفة الغربية ؟».
ويلاحظ أن ما ظهر من تغير فى خطاب الديمقراطيين، ليس إلا انعكاسا لوجهة نظر الأغلبية فى الحزب، التى تعتبر نفسها تقدمية وضد العنصرية.


النص الأصلي

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved