فى خلفية الكرة الذهبية

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الثلاثاء 3 ديسمبر 2019 - 9:30 م بتوقيت القاهرة

** ليس خبرا فوز ميسى بالكرة الذهبية السادسة، فقبل أيام كان يمارس هوايته فى إنقاذ برشلونة أمام أتلتيكو مدريد، وقبل أسابيع كان يتوج بجائزة الفيفا لأفضل لاعب فى العالم فى 2019 على مسرح لاسكالا أشهر دور الأوبرا فى العالم. وصباح الإعلان عن جوائز الفرانس فوتبول شهد رواد تويتر تسريبا يفيد بفوز ميسى بالكرة الذهبية وحصول فان دايك على المركز الثانى ومحمد صلاح على المركز الثالث، ولم يكن ذلك دقيقا فيما يتعلق بمحمد صلاح الذى جاء خامسا بينما أحرز كريستيانو رونالدو المركز الثالث، وبعده ساديو مانى الفائز بالمركز الرابع.
** إن مشاهدة ميسى وهو يلعب يجعلك تشعر بأن ما يفعله أمرا سهلا للغاية، وأن أى لاعب فى الكوكب يمكنه أن يرواغ ويهرب من مراقبيه ويحيرهم، ويصرعهم بأهدافه كما يفعل ميسى. ولكن هذا مستحيل. فهو فريد ذاته الذى قال عنه قبل فترة جارى لينيكر: «أشعر أنه يجلس فى مكان علوى يشاهد المباراة التى يلعبها فيفعل مالا يمكن توقعه».
** ليس خبرا فوز ميسى بالكرة السادسة. فالعالم علم بالخبر على الهواء مباشرة وعلم به بعد ثوان عبر توتير ومواقع التواصل. ومن يقل فى صباح اليوم أن ميسى فاز بالكرة الذهبية السادسة لا ينقل خبرا، ولكنه يقدم لمن يسمعه أو يشاهده أو يقرأه طبيخا باردا أكله وهضمه العالم ساخنا وطازجا قبل 48 ساعة.. وأحيانا لم تعد الخبر كما كانت قديما أخبارا. لكن الصحف الإنجليزية والعالمية والمواقع التى تقاتل كى تبقى المهنة حية، سجلت ماحدث فى خلفية جوائز الكرة الذهبية، سجلت قصصا تعد دروسا فى الثقافة العامة وفى الإنسانية وفى الروح الرياضية.
** قال ميسى إنه بدأ طريقه فى كرة القدم بمساعدة أسرته وهو يشكر كل فرد فى الأسرة على تلك المساعدة. وقبل 10 سنوات فزت بالكرة الذهبية الأولى بفضل أشقائى. واليوم أحرز الكرة السادسة بفضل زوجتى ومساندتها الرائعة، وأضاف اللاعب المبدع: «لا أتوقف عن الحلم، والصبر والسعى، والعمل على تنمية مهاراتى، والاستمتاع بما أفعل. وكنت محظوظا دون شك. ويوما ما سوف أعتزل اللعبة سيكون ذلك أمرا صعبا لكن أمامى بعض السنوات الجميلة».
** فان دايك الفائز بجائزة أحسن لاعب فى أوروبا عن موسم 2018/2019 قال هو الآخر: كنت قريبا لكن الجائزة ذهبت إلى اللاعب المبدع الأول فى العالم. وعلينا جميعا أن نحترم ملكاته ومهاراته.
** أما ديديه دروجبا نجم كوت ديفوار وتشلسى السابق، فقد كان يقف على المسرح أثناء توزيع الجوائز، وأعلن أنه يرغب فى الإعتراف بشىء ما ويرد دينا عليه، وقال: « قبل 10 سنوات فى ستامفورد بريدج تقدم إلى طفل صغير لإلتقاط صورة معى ورفضت لشعورى بالغضب بعد خسارتنا أمام برشلونة. وكنت أشعر بضيق شديد أيضا بسبب أداء الحكم.. وكان هذا الطفل الصغير هو النجوم الفرنسى الآن كيليان إمبابى.. ولذلك على أن أرد الدين الآن، وأرجو من جميع الحضور الوقوف احتراما لهذا النجم كى نشرف كلنا بإلتقاط صورة سيلفى معه، مع كيليان إمبابى.
** ووقف الحضور جميعا من أجل تلك الصورة.. إنها دروس إنسانية وثقافية ورياضية لعالمنا ولملاعبنا ولرياضتنا ولكرتنا التى أصبح بعضها مجرد حوادث ومصالح مريضة وتخاريف وكذب وغل وإدعاء وكراهية..!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved