ما هذا أمام منتخب الكويت؟!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الأربعاء 3 ديسمبر 2025 - 8:40 م بتوقيت القاهرة

** هناك مباريات تخرج منها بانطباعات متضاربة، تفرح ولا تحزن، هل تفرح لأنك تعادلت مع منتخب الكويت بضربة جزاء فى الدقيقة 88 ولا تحزن لأن منتخب مصر سيطر واستحوذ بدون إنتاج أهداف؟ تحزن لأن منتخب الكويت أسهل من الإمارات والأردن. أم تفرح لأن المنتخب الوطنى كان ممكنا أن يخرج مهزوما بهدفين. هل تفرح لأنك نجوت من هزيمة لايستحقها المنتخب ولا تحزن، المنتخب أهدر فوزا كان يستحقه بالسيطرة والهجوم والاستحواذ. بنسبة 69 % مقابل 39 %؟
** ما هذا الذى قدمه منتخب مصر أمام منتخب الكويت؟ صنع منتخب مصر العديد من الفرص للتهديف بدون أن يهدف. وسيطر بدون إيقاع، ولعب بسرعة بدون ضرورة أحيانا، وكان الأداء أقرب للتسرع، مما أنتج عشوائية هجومية، وذهب إلى مرمى الكويت عدة مرات وعاد بخفى حنين. وخرج من المباراة وقد خسر نقطتين ومن حسن الحظ أنه كسب نقطة فقد أهدر نجم الكرة الكويتية محمد الدحام فرصة تسجيل الهدف الثانى فى الدقيقة 81 من هجوم مضاد سريع، وصحيح أن بسام حارس مرمى المنتخب تصدى للكرة ببراعة، إلا أن الدحام أهدر هدفا لا يضيع وكان سيقلب النتيجة ويخرج المنتخب فيما يفترض أنها أسهل مباريات المجموعة بهزيمة.
** منتخب الكويت كان فى دائرة القمة الخليجية، أيام جيله الذهبى، جاسم يعقوب، وفتحى كميل، وسعد الحوطى، وعبد العزيز العنبرى، والحارس أحمد الطرابلسى وفيصل الدخيل وغيرهم، وأحرز كاس الخليج 10 مرات وكاس آسيا مرة عام 1980. وشارك فى كاس العالم 1982. لكنه منذ سنوات يعانى، إلا أنه لعب مباراة واقعية أمام منتخب مصر، ودافع معظم الوقت فى الشوط الأول خاصة مع اندفاع المنتخب الوطنى فى هجوم ضاغط منذ البداية، وقدم خلاله لاعبو مصر عرضا كان مثل «حفلة ترقيص». مما أهدر مساحات ووقتا فى أثناء الهجمات، وكذلك يعاب على الفريق عدم التحرك المستمر فى مساحات تصنع فرص تمرير وتبادل أفضل للكرة، فكان كثير من التمريرات مشتركة مما تسبب فى التحامات عطلت الهجمات. وضربة الجزاء التى أهدرها السولية أحبطت الفريق كله خاصة مع المقاومة الجيدة من جانب منتخب الكويت للهجمات المصرية.
** هذه بطولة جميلة وقوية، وتجرى على ملاعب حريرية، وبحضور جماهيرى مثالى، ورغم حزن من يخسر فإن الحزن لا يتحول إلى غضب وإساءات. ومع قوة الصراع فى الملاعب ورشاقة الكرة الآسيوية السريعة جدا، تظل الإبتسامات مرسومة على الوجوه، والضحكات متبادلة وحية، والأغانى والأهازيج تدوى فى المدرجات، وهو ما يعكس أهمية البطولة وضرورة البقاء على اللقاءات العربية.
** منتخب المغرب أفضل فرق كاس العرب. قدم مباراة كبيرة أمام جزر القمر، الذى تحرك فى الشوط الثانى ولعب بشجاعة رغم تقدم المغرب بثلاثة أهداف وسجل منتخب الجزر هدفا وكان ندا. ومباراة السعودية وعمان شهدت صراعا فى المدينة التعليمية، وتألق سالم الدوسرى كعادته وهو أحسن لاعب فى آسيا هذا العام، ورسم الهدف الأول بتمريرة ساحرة ذاهبة إلى رأس فهد الهاجرى. لكن منتخب عمان شكل خطورة على المرمى السعودى أيضا وسجل غانم الحبشى هدفا إلا أن الشهرى سجل هدف الفوز من جملة رائعة لينتهى اللقاء بفوز المنتخب السعودى 2/1.
** هناك واقعة لم تؤثر بصورة مباشرة على فوز المنتخب السعودى وهى عدم طرد الحكم للاعب نواف بوشل الذى ظهر على الشاشة وهو يدعو ألا يطرد. بعد تدخله العنيف مع العمانى جميل اليحمدى. وهو ما أغضب كيروش مدرب عمان وعرض اللعبة فى المؤتمر الصحفى بواسطة لاعب توب.. أتذكر الأن أجواء كاس الخليج فى السبعينيات من القرن الماضى التى حضرت بعضها فى تلك الفترة. حيث الجدل والحماس والمنافسة فى أنجح البطولات العربية فى كرة القدم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved