سؤال للمبجل مهاتير

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: الإثنين 4 يوليه 2011 - 9:19 ص بتوقيت القاهرة

تأتى زيارة مهاتير محمد ـــ رئيس وزراء ماليزيا الأسبق وبانى نهضتها الحديثة ـــ إلى مصر فى توقيت بالفعل فريد، فنحن أحوج ما نكون الآن لقراءة متأنية لتجارب تماثل ما نعيشه من تجربة.

تجربة مهاتير محمد الماليزية تكاد تكون التجربة المعجزة التى اشترك فى تحقيقها شعب متعدد الأعراق وإن انتظم فى نسيج الوطن الواحد ليعبر مضيقا خطيرا كان يمكن أن يهدد أمنه القومى لكنه وبإصرار شديد ورغبة فى الانتقال من عالم ثالث بمشكلاته وأمراضه الاجتماعية المختلفة وموقعه البارز على خريطة الفقر والفقراء إلى عالم التنمية الذى يعنى فى المقام الأول الاستقرار. لم يكتف مهاتير بما حققه من إنجازات ضمنت لماليزيا موقعا عالميا متميزا قويا نختم تلك الحقبة الفريدة فى تاريخ بلاده ختاما يليق بفارس كان عليه أن يترجل بعد أن أنهى معركة شرسة انتصر فيها على كل أعداء بلاده.

لا سبيل هنا للحديث عن معجزة مهاتير التى بلا شك سيوفيها التاريخ حقها بكل تفاصيلها إنما ما يعنينى منها اليوم معلومة صغيرة ذات دلالة عميقة ومدهشة فى آن واحد. هل منا من يعلم أن ببلادنا مصر هذا العام ستة آلاف طالب ماليزى يدرسون الطب فى جامعاتنا وأن منهم فى كلية طب المنصورة وحدها ألفين من الطلاب؟

فى حديث مهاتير للإعلام المصرى إشارات هامة صادقة عظيمة الأثر إذا ما التفتنا إليها. إذا تركنا حديث السياسة لأصحابها وتنبهنا لما يعنينا لتساءلنا: دولة تنفق من ميزانيتها خمسة وعشرين بالمائة على التعليم استطاعت أن تبنى فى سنوات قليلة ستين جامعة حكومية وخاصة منها الآن جامعات تصنف من أحسن جامعات العالم وفى بداية ثورتها كان لماليزيا جامعتان فقط: فهل هى بالفعل تحتاج لإرسال بعثة بهذا الحجم من أبنائها لدراسة العلوم الطبية فى مصر؟

الإجابة بلا شك فى صالح سمعة جامعاتنا وكليات الطب خاصة فيها فهل سيظل الأمر على ما هو عليه بعدما اقتطعنا خمسمائة مليون من ميزانية وزارة الصحة ومستشفياتها وخدماتها الصحية ومؤسساتها الطبية؟

سؤال لا أتمنى أن يوجهه أحد للمبجل مهاتير فى زيارته لبلادنا خاصة إذا جاء من أحد أبناء بلاده الستة آلاف الذين يدرسون الطب بجامعاتنا هذا العام.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved