أختلف مع كوهين..

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 4 يوليه 2014 - 8:45 ص بتوقيت القاهرة

•• أختلف أولا مع الكاتب الأمريكى روجر كوهين، الذى كتب مقالا فى نيويورك تايمز، عن كأس العالم الاشتراكية، مستندا على إنجازات فريق أتلتيكو مدريد هذا الموسم، ومعتبرا لاعبى الفريق ومدربهم دييجو سيميونى قاموا بثورة اشتراكية قادت منتخبات بلا نجوم إلى منافسة الفرق الكبرى.. والواقع أن الكاتب الذى اشتهر بمقالاته السياسية فاته أن الكرة المصرية سبقت الجميع بالثورة الاشتراكية، فقد حقق الإسماعيلى إنجازات فى الستينيات على المستويين المحلى والأفريقى، وفاز الأوليمبى بالدورى وهو الآن فى عالم الظلمات، وكذلك الترسانة والمحلة .. ولو استمر أتلتيكو مدريد بطلا ومنافسا للكبيرين ريال مدريد وبرشلونة فقد تكون تلك ثورة، أما إذا غاب وتوارى، فإنها «بومبة كروية وقتية أو بدائية»؟؟

•• روجر كوهين لايدرك أن الأداء الجماعى هو بطل هذا المونديال، وأن السرعة وسيلة رائعة وفعالة، وأن التنظيم الدفاعى لم يحجب الهجوم . وأن زمن النجوم الذين كانوا يفعلون كل شىء يتوارى لأن زمن لعبتهم يتوارى. فلم تعد هناك مساحات، ولم يعد الإيقاع «عثمانلى على أنغام تراللى أمان تراللى» .. وللمزيد، قديما كان النجم محاطا بخمسة نجوم . لكنه اليوم محاط بخمسة لاعبين مجتهدين. كان النجم قديما يبدع ويعرض سحره كل لحظة، بينما نجم اليوم يخرج الأرنب الأبيض من القبعة مرة أو فى مرتين على مدى 90 دقيقة .. ثم إن اللعب مع برشلونة وريال مدريد مختلف تماما عن اللعب مع البرتغال والأرجنتين ..واسأل كريستيانو رونالدو ياكوهين؟!

•• ما علينا هذه ضريبة أن يكتب فى الرياضة كاتب سياسة، تماما مثل أن يكتب فى السياسة كاتب رياضى (يعنى مثل العبد لله) ..

•• نعود إلى الجد، فأنت اليوم على موعد مع مباراتين كبيرتين جدا، الأولى بين فرنسا وألمانيا، ويظن الإعلام العالمى كله أنها بين برايتنر وبلاتينى وبين ليتبارسكى وتيجانا. وهى ليست كذلك طبعا . فهى بين فريق شاب متطور عالج أمراضه وهو فرنسا، وبين فريق يعد الأفضل فى تاريخ الكرة الألمانية بغض النظر عن علقة الجزائر ..

•• المباراة الثانية بين أفضل منتخب فى البطولة يقدم المتعة والكرة الجميلة (لاينافسه سوى هولندا) وهو كولومبيا . وبين أفضل منتخب فى التاريخ، ولاينافسه فريق آخر وهو البرازيل، إلا أنه أفقر المنتخبات التى تأهلت إلى دور الثمانية بالاشتراك مع كوستاريكا بتاريخه الضعيف .. ومن يحب الخير للبرازيل يشجع منتخبها. ومن يحب الكرة الجميلة يشجع كولومبيا..

•• قطعة جبن رومى قديمة : نعم الحديث عن الدورة الرباعية يوصف هكذا بجوار الحلاوة والجمال الذى نراه فى البرازيل.. وإذا كان المونديال قطعة تورتة مزينة بحبة كريز، فإن الدورة الرباعية تورتة برضه ولكنها محشوة بالمسامير .. ومنها هؤلاء المرتزقة والمأجورون الذين اعتدوا على أتوبيس الزمالك وحاولوا إحراق اتحاد الكرة.. أمثال هؤلاء لا علاقة لهم بكرة القدم ولكنهم ضمن فريق الإرهاب الذى يواجه الشعب المصرى..

•• النهائى بين أفضل فريق ومنافسه، بين سموحة المميز هذا الموسم وبين الأهلى المميز دائما .. ولا تعليق على خروج الزمالك من المنافسة. لا تعليق على خروجه من المنافسة على لقب كان مهما جدا بالنسبة له. لا تعليق .. لأنه لا يوجد جديد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved