خلاصات حياة

ناجح إبراهيم
ناجح إبراهيم

آخر تحديث: السبت 4 يوليه 2015 - 11:05 ص بتوقيت القاهرة

• حياتى صعبة وشائكة ومليئة بالتجارب والخبرات والقراءات.. فقد قرأت آلاف الكتب وعشقت قراءة كل مذكرات القادة وتاريخ الجماعات والدول.. وخلصت فى نهاية حياتى لخلاصات كثيرة منها الآتى:

• 1ــ السرية والأجنحة العسكرية أسوأ ما أصاب الحركة الإسلامية المعاصرة ودمرها.. وقد بدأت بحجة الدفاع عن الدعوة ولكنها هى التى قتلت الدعوة ولوثت ثوبها الأبيض بالدم الحرام وحشرت الآلاف من الأبرياء إلى السجون وأعطت كل الدول الذريعة تلو الذريعة لتعذيب الإسلاميين وقهرهم والتنكيل بهم.. وهذه الأجنحة العسكرية هى التى جرت الحركة الإسلامية للخلف ولم تقدها للأمام.. وبدأت هذه الفكرة بالنظام الخاص للإخوان الذى اقتبس من أفكار أوروبية أضرت بأصحابها ثم قلدتها كل الجماعات بعد ذلك إلا من رحم الله.

• 2ــ غياب فقه الأولويات وفقه الصلح وفقه المراجعة وفقه المصالح والمفاسد وفقه المآلات والنتائج وفقه الدولة الذى يختلف عن فقه الجماعة.. وأنواع أخرى كثيرة من الفقه عن شباب الحركات الإسلامية كان سببا فى معظم كوارثها المعاصرة.

• 3ــ معظم أبناء الحركة الإسلامية وشبابها يكرهون الصلح والمصالحة وخطابها كذلك ويعتبرون هذا الخطاب ضعفا ووهنا رغم أن القرآن حسم هذه القضية بقوله «والصلح خير».. فأطلق الخيرية هنا وأباح الصلح مع كل أحد ما دامت فيه مصلحة للإسلام والوطن والمواطنين.. وكذلك معظم الشباب العربى عامة يكرهون الصلح وتوابعه.. ويحبون الخطاب الذى يدق طبول الحرب.. ومع ذلك معظم الجماعات والأفراد لا تستطيع تحمل فاتورة الحرب.. وقد كنت أقول دائما لتلاميذى «الواقع العملى يقول من يحارب لا يقول «أى» بمعنى – آه –»، ولا يقول «أين حقوقى فى كذا».. ولا «خصمى خرق قانون كذا».. لأنك قد خرقت أيضا كل القوانين.. لأن الحرب لا رحمة فيها فى واقع الحياة.

• والحرب كما رأيتها فى الواقع بخلاف القوانين والكتب حيث لا تعرف الشفقة ولا الرحمة ولا حقوق الإنسان ولا أى شىء من ذلك.. حيث يريد كل طرف من أطرافها أن ينتصر بأى طريقة.. وخاصة الدول التى تعتبر أن المساس بأمنها القومى يتيح لها كل شىء مادام خصمها قد تعدى كل الخطوط الحمراء.

• 4ــ لقد تعلمت من حياتى الصعبة أن أكون واقعيا وعمليا فإذا أردت أن يرتفع صوت المؤذن «حى على الصلاة» ويسمع نداء «حى على الفلاح» فليتوقف صوت الرصاص وأزيز المدافع.. لأن أصواتها ستحجب أصوات الرحماء والعقلاء والحكماء والدعاة .

• 5ــ أخطر كارثة وقعت فيها الحركة الإسلامية المصرية بعد ثورة 25 يناير هو تخليها طواعية عن موقع الدعوة والهداية وتحولها إلى حركة سياسية محضة تسعى للسلطة وتدندن حولها وتضحى من أجلها وتبذل الآلاف من شبابها من أجل كراسيها .

• 6ــ أخطر كارثة وقع فيها الإسلام السياسى المصرى هو الخلط المعيب بين الشريعة والشرعية.. مع أن الفرق بينهما كالفرق بين السماء والأرض.. رغم اتفاقهما فى كل الحروف.

• 7ــ أكبر مصيبة ستمزق الوطن العربى تمزيقا هو الصراع السنى الشيعى.. ولن يحل هذا الصراع نهائيا إلا بالصلح بين السعودية وإيران صلحا حقيقيا لا مناورة فيه ولا تقية.

• 8ــ أكبر بدعة ابتدعتها داعش والميليشيات الشيعية هى تفجير الأولى لمساجد الشيعة وتفجير الثانية لمساجد السنة.. وكأن الأمر القرآنى فى المساجد كلها «وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِنا» قد حولوه قسرا بالمتفجرات إلى «ومن دخله كان فزعا خائفا ليس من الله ولكن من داعش وميليشيات الشيعة».

• 9ــ أخطر خمس دعوات على الإسلام هى دعوات الصدام مع الدولة والمجتمع.. ودعوة التكفير والتفجير.. ودعوة الجحود والتحلل من الشريعة.. ودعوة الجمود والحرفية وغياب المقاصدية.. ودعوة التشيع التى تسب الصحابة.. وتختصر الإسلام والصحابة كلهم فى آل البيت والإسلام أعظم من ذلك وأكبر.

• 10ــ طوال أكثر من ثمانين عاما مرت على جماعات الإسلام السياسى المصرية وهناك قاعدة شبه مضطردة أنه فى كل عشر سنوات تقريبا تصطدم جماعة منه بالدولة المصرية.. بدءا من فاروق وحتى السيسى.. وفى كل جولة تنتصر الدولة.. وتخسر الجماعة كل شىء وتعود إلى نقطة الصفر.. فهل من نهاية لهذه الصدامات والحروب فى غير ميدان؟!

• 11ــ طوال أكثر من ثمانين عاما وهناك معادلة فحصتها ومحصتها ودققتها فوجدتها لم تخطئ أبدا فى الحالة المصرية تقول «كلما أرادت جماعات الإسلام السياسى المصرية أن تجمع إلى الدعوة السلطة والدولة إلا ضاعوا جميعا».

• 12ــ جماعات الإسلام السياسى المصرية لم تنجح أبدا فى تحقيق المعادلة العظيمة التى أرادها الإسلام وهى الجمع بين «السلطان والقرآن» أو «الكتاب الذى يهدى والحديد الذى يحكم» – أى توافق أهل الدعوة والدين والكتاب مع أهل السلطة والقوة والنفوذ والدولة.. بحيث يستفيد كل منهما من الآخر.. فالكتاب يهدى ويضبط ويعدل والحديد يحكم بالحق بين الناس «لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved