جمهور فى فصل «أولى أول»؟!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 4 يوليه 2016 - 8:55 م بتوقيت القاهرة

** أبدع الفرنسيون أمام أيسلندا. فقالت صحيفة الإيكيب: «ما يقرب من الكمال.. لكن أمامكم الآن قمة إيفرست».. أى أن على المنتخب الانتصار على ألمانيا فى قبل النهائى، وهى مواجهة تساوى تسلق قمة جبل إيفرست أعلى قمة فى العالم، ويصل ارتفاعها إلى ما يقرب من 9 كيلومترات.. وكان أداء فرنسا ممتازا ومصبوغا بالمهارة اللاتينية، باعتبار أن الكرة الفرنسية ضمن منتخبات أوروبية لاتينية مثل البرتغال وإسبانيا وإيطاليا.. وكان العرض الفرنسى ممتلئا بالبهجة والسعادة. وحين يلعب لاعب بسعادة فإنه يتألق ويبدع.. فسجل أنطوان جريزمان هدفا من أجمل أهداف البطولة، بدأ بتمريرة من قبل منتصف الملعب أرسلها بول بوجبا إلى أوليفيه جيرو الذى فوت الكرة بحركة تمويه جميلة، لتصل إلى جريزمان فيسجل.

** صدق منتخب أيسلندا نفسه بعد الفوز على الإنجليز، وأمام فرنسا أخطأ الأيسلنديون بقدر ما أبدع الفرنسيون.. فلعب منتخب أيسلندا ببراءة دون أى حسابات فنال جزاء من يلعب بفطرة.. والطريف أن الصحف الإنجليزية سخرت من مدرب المنتخب روى هدسون وقالت له: «هكذا كان يجب أن تصهر أيسلندا».

** الجمهور الفرنسى بقيادة رئيس الجمهورية أولاند كان مبتهجا، ويرفع أعلام بلاده، وهو ما قد ينفرد به دون غيره من المنتخبات المشاركة التى تنتمى بدورها لبلادها وبصور مختلفة، لكن العلم الرسمى للدولة الفرنسية كان من مظاهر المباراة.. ففرنسا المكتئبة بسبب الإرهاب أسعدتها كرة القدم التى تسعد كل شعوب الدول المتقدمة من اليابان إلى ألمانيا ومن البرازيل إلى الصين.. وبانفعال صادق وتلقائى كان الرئيس الفرنسى يقف فرحا ومصفقا مع أهداف منتخب بلاده معبرا عن تشجيع نموذجى مثل التلميذ الشاطر والأول فى فصل أولى أول فى مدرسة نموذجية!

** الجمهور الفرنسى شارك نظيره الأيسلندى احتفاليته التقليدية بالتصفيق بالإيقاع، وعلى الرغم من الهزيمة بخمسة أهداف ظل جمهور أيسلندا يشجع فريقه، وعقب المباراة أخذ يرقص مع لاعبيه احتفالا بما قدموه فى الدورة.. فلم يهتف مشجع واحد ضد فريقه بعد الخسارة القاسية.

** كنت أتابع مباراة فرنسا وأيسلندا، حين انتقلت إلى مباراة الأهلى والاتحاد باستاد برج العرب وجدت جمهورا أحمر يحتل مدرجات «التالتة شمال».. كان مشهد الجمهور غريبا.. فهل سمح اتحاد الكرة للجماهير بالحضور.. هل وافق الأمن على ذلك؟ أخذت أسأل نفسى فور أن رأيت الجمهور يجلس فى المدرجات.. ثم «ولا واحد» من هذا الجمهور يعطى ظهره للمباراة.. ولا توجد بنارات ولافتات. ولماذا يجلس هذا الجمهور مثل تلاميذ فصل أولى أول فى المدرسة؟ وهل هؤلاء أولتراس الأهلى.. لماذا هم صامتون ساكتون؟ هل تخلوا عن شعاراتهم وتقاليدهم وأهازيجهم؟

** أخذتنى الأسئلة وأخذنى الشك فلم أكن أتابع مباراة الأهلى والاتحاد من بدايتها، وقد فوجئت بمشهد حضور الجمهور.. وبقليل من الدقة سقطت التساؤلات، وظهرت الإجابات: «إنها صورة جمهور»..

صورة جمهور؟ معقول.. «طب ليه»؟ ومن صاحب هذه الفكرة الساذجة؟ وما هو المقصود منها؟ هل الصورة تحية للأولتراس أم درس لهم؟ هل بتلك الصورة تعلمونهم شيئا؟ هل يظن صاحب قرار لزق صورة فى مدرج أنه رجل ملهم أصابه الإلهام فقرر عرضه على الناس؟! لماذا يظن البعض أن الافتكاس إبداعا؟!

** زمن «فصل أولى أول» عدى ومضى وذهب وهاجر إلى أوروبا من أيام زمان؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved