الولايات المتحدة تفرط فى أسرار الهجمات الإسرائيلية على سوريا


أليكس فيشمان

آخر تحديث: الإثنين 4 نوفمبر 2013 - 9:45 ص بتوقيت القاهرة

يبدو أن الولايات المتحدة قررت أن تفرّط بأسرار إسرائيل المتعلقة بالعمليات السرية التى تقوم بها قواتها ضد أهداف فى سوريا بثمن بخس للغاية. فقد قالت مصادر أمريكية رفيعة إن إسرائيل هى التى قامت الليلة قبل الماضية بشن هجوم على منظومات دفاع جوى متطورة داخل الأراضى السورية بالقرب من مدينة اللاذقية.

عندما حصل مثل هذا التسريب لأول مرة، قلنا إنه قد يكون ناجما عن خطأ غير مقصود. لكن حدوثه مرة أخرى أمس يعنى أن ثمة بين المسئولين فى الولايات المتحدة من قرر أن يبيعنا. وعلى ما يبدو، فإن الهدف من وراء ذلك هو إلحاق الضرر بسياسة إسرائيل الأمنية.

تجدر الإشارة إلى أن نظام الرئيس السورى بشار الأسد لم يتخل للحظة عن نيته تزويد حزب الله فى لبنان بأسلحة متطورة أو كاسرة للتوازن حتى بعد موافقته على الاتفاق الأمريكى ـــ الروسى الخاص بتجريده من ترسانة سلاحه الكيميائى. وقد حذّر قادة المؤسسة الأمنية فى إسرائيل السوريين مرارا وتكرارا من مغبة الاستمرار فى تزويد حزب الله بأسلحة متطورة، وأكدوا لهم أن وقوف روسيا إلى جانبهم لن يساعدهم، كما أن عقد مؤتمر للمصالحة الوطنية السورية فى جنيف لن يعفيهم من دفع ثمن أى محاولة لنقل أسلحة متطورة إلى لبنان.

وشدّد القادة الأمنيون الإسرائيليون على أنه فى حال تأكد إسرائيل من قيام سوريا بأى عملية نقل سلاح إشكالى إلى لبنان، فإن نظام الأسد لن يحظى بأى حصانة.

إن وصف الهجوم الذى جرى بالقرب من اللاذقية الليلة قبل الماضية شبيه بأوصاف الهجمات التى تعرضت لها سوريا أخيرا ونُسبت إلى إسرائيل، من دون أن تكون هناك أى آثار يمكن أن تدينها فعلا. وإن من قام بشن هذا الهجوم الأخير قرر أن يلحق الضرر بهدف عسكرى سورى فى قلب المنطقة التى يسيطر عليها العلويون فى سوريا، والتى من المتوقع أن تكون آخر معقل لنظام الأسد فى حال انهياره.

فى ضوء ذلك، تكون الرسالة التى أراد أصحاب هذا الهجوم توجيهها إلى الأسد واضحة للغاية وفحواها أن السلاح الإشكالى سوف يتعرض للهجوم حتى لو كان فى قلب أكثر المناطق حساسية فى سوريا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved