ثلاثة كتب جديدة عن مكافحة التمرد

العالم يفكر
العالم يفكر

آخر تحديث: الأربعاء 4 ديسمبر 2013 - 7:00 ص بتوقيت القاهرة

كتب لورانس فريدمان مقالا تحليليا بنشر بمجلة الفورين افيرز، يتناول الكاتب عرض لثلاثة كتب جديدة عن مكافحة التمرد، يقول الكاتب على الرغم من أن القوات الأمريكية الآن خارج العراق الآن وتنسحب بسرعة من أفغانستان، فمازال الجدل مستعرا بشان مكافحة التمرد ومفهوم «كسب القلوب والعقول». وكتاب فيتزجيرالد أقل اهتماما بدروس التاريخ منه بتاريخ الدروس، وخاصة دروس حرب فيتنام. ويصف فيتزجيرالد كيف تُروى قصص الصراع وتُعاد روايتها، حتى بينما لا يزال القتال مستمرا، من أجل دعم التغيرات فى السياسة والاستراتيجية. وكان لدى الجيش الأمريكى على أفضل تقدير أفكار متناقضة بشأن مكافحة التمرد، حيث كان هناك تفضيل قوى لإعادة صياغة كل صراع باللغة المناسبة بشكل أكبر لأشكال القتال التقليدية. وأثناء حرب فيتنام، أغضب هذا التفضيل المتحمسين لمكافحة التمرد الذين كانوا يعتقدون أن الحرب يمكن كسبها فقط إذا كانت الولايات المتحدة أقل اعتمادا على تكتيكات ابحث ودمر. لكن كما يشير فيتزجيرالد، ليس واضحا أن أية استراتيجية كان يمكن أن تنجح فى ظل سياسة الحرب الفيتنامية الأساسية. وبعد الحرب تبنى واضعو الاسترتيجيات العسكرية الأمريكية الرأى القائل إن المشكلة تكمن فى نظرية مكافحة الإرهاب وليس تطبيقهم غير المؤكد لها، وبذلك عادوا إلى منطقتهم المريحة الخاصة بالاستعداد للحروب واسعة النطاق. وكان ذلك يعنى أنهم كانوا غير مستعدين بالمرة لحرب العراق فى عام 2003.

ويشير الكاتب إلى أن رأى فيتزجيرالد يوضحه هجوم جنتيل على مقاربة «القلوب والعقول» لمكافحة التمرد. ويشارك جنتيل، وهو أستاذ بالأكاديمية العسكرية الأمريكية بويست بوينت بتجربة قتاله المرير فى العراق ويدين بحماس مكافحة التمرد ومؤيديها. وهو يقول إن روايات أفغانستان التى يعتبرها مضللة أضرت الاستراتيجية الأمريكية أثناء حرب العراق، وهو يخالف بقوة ادعاءات المدافعين عن مكافحة التمرد الذين يعترفون بـ«الموجة العارمة» القائمة على مكافحة التمرد من أجل التحول المفاجئ فى العراق الذى بدأ فى عام 2006. ولغضبه من الدعاية المكثفة التى أحاطت بالجنرال ديفيد بيتريوس، يسعى جنتيل لكسر خرافة الجنرال باعتباره مخلِّصا. ورأيه، وهو صحيح بلاشك، هو أن النجاح فى حروب مثل العراق يعتمد فى الغالب على الديناميكيات السياسية الأساسية. وفى حالة الموجة العارمة، ثبت أن انقلاب أفراد الأقلية السنية العراقية على القاعدة كان أكثر أهمية من أى تكتيك أمريكى. ويتحدى جنتيل كذلك مفهوم القلوب والعقول على اعتبار أنه لا يعترف بالعنف الذى لا يمكن تحاشيه وتنطوى عليه تلك الصراعات. لكنه يمضى بعيدا جدا فيما يقول مشيرا إلى أن كل التدخلات العسكرية، بغض النظر عن الدوافع والظروف، محكوم عليها بأن تفشل فى النهاية.

وينتقل الكاتب إلى كتاب جرومان حيث تقدم نقدا أكثر إقناعا لمقاربة القلوب والعقول بالنظر إلى الاستراتيجية من أسفل لأعلى وليس من أعلى لأسفل. وهى ومن أسهموا فى كتابها يعتبرون رؤى الأشخاص الذين كانت ولاءاتهم فى خطر أثناء التمردات فى الملايا البريطانية والفلبين وفيتنام والسلفادور والعراق وأفغانستان: القرويون الذين عَلِقوا بين زعماء الأحزاب والمناضلين المحليين، والمجتمعات المحلية المتهمة بإيواء المتمردين، والمعارضون السلميون المندمجون مع الإرهابيين الأقحاح، والناشطون الذين دمروا الحكومات التى كان من المفترض أن يدعموها ببناء قواعد سلطتها. وتوضح هذه القصص لماذا يصعب إلى حد كبير على أى جيش مكافح للتمرد الظهور كقوة محبة للخير. وقد تكون الخلاصة على نحو أقل هى أنه من الصعب كسب العقول والقلوب وعلى نحو أكبر أنه من السهل فقدها، بسبب عدم حساسية الأجانب، والاستخدام غير المتأنى لقوة النيران، واستعداد مكافحى التمرد لتقليل المخاطر بالنسبة لأنفسهم على حساب الإضرار بالشعوب المضيفة، والعجز عن فهم الثقافات والتيارات السياسية الأجنبية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved