البنتاجون فى حاجة إلى استراتيجية ذكاء اصطناعى جديدة للحاق بالصين

صحافة عالمية
صحافة عالمية

آخر تحديث: السبت 4 ديسمبر 2021 - 8:00 م بتوقيت القاهرة

نشرت صحيفة فاينانشيال تايمز مقالا لنيكولاس تشايلان، وهو مسئول برمجيات سابق فى القوات البحرية الأمريكية، تناول فيه خطورة تقدم الصين عن الولايات المتحدة فى مجال الذكاء الاصطناعى والأمن السيبرانى، عارضا الأسباب التى أدت إلى تخلف البنتاجون عن الركب التكنولوجى، والأساليب التى يجب اتباعها لمعالجة هذا الأمر.. نعرض منه ما يلى.
عندما استقلت من البنتاجون فى سبتمبر الماضى، حذرت من أنه بدون اتخاذ إجراءات عاجل]، سنخسر حرب الذكاء الاصطناعى ضد الصين فى غضون عام. تهاونا، فشاهدنا الحزب الشيوعى الصينى لا يلحق بالولايات المتحدة فى اكتساب العديد من القدرات القتالية فحسب، بل والأسوأ تقدم عليها فى مجالات أهمها الذكاء الاصطناعى والأمن السيبرانى. يذهب قادة البنتاجون إلى تسمية الصين «بالخصم ذات القدرات المماثلة»، وهو ما يوضح مدى سوء تقديرهم لبيكين.
من يفز بسباق الذكاء الاصطناعى يسيطر على الكوكب. عندما أجرت الولايات المتحدة تدريبات افتراضية بين الطائرات التى تعمل بالذكاء الاصطناعى أمام كبار الطيارين، تفوقت أنظمة الذكاء الاصطناعى. لا يمكن مواجهة صواريخ الصين التى تفوق سرعتها سرعة الصوت إلا باستخدام الدفاعات التى تعمل بالذكاء الاصطناعى.
الحلول لهذا التهديد واضحة. يجب أن ينشأ البنتاجون مكتبًا مشتركًا لتكنولوجيا المعلومات، وأن يعمل على تمركز جميع الوظائف مثل تأمين تكنولوجيا المعلومات، والخدمات السحابية، وتخزين البيانات، والذكاء الاصطناعى، والأمن السيبرانى والتدريب، فى مؤسسة متخصصة فى التكنولوجيا والمعلومات، والتى تقدم تقاريرها مباشرة إلى نائب وزير الدفاع. تحتاج الوزارة أيضًا إلى تعزيز الشراكات بين القطاعين العام والخاص، وأن تستعد للمساءلة أمام دافعى الضرائب، وأن تخصص ما لا يقل عن 10 فى المائة من ميزانيتها لتطوير أساليب بسيطة ومستقلة فى القتال.
ومع ذلك، كما لاحظت من خلال عملى السابق، غالبًا ما يفشل قادة الدفاع فى فهم التكنولوجيا نفسها، ويرفضون تمكين من يفعلون ذلك. إذا كنت قائدًا ولا تعرف الموضوع، فثقف نفسك وكن مستعدًا لأخذ النصيحة أو لا تقف عائقا فى الطريق. يجب تخصيص ساعة واحدة على الأقل يوميًا لتحقيق التعلم المستمر للموظفين.. الخطأ الشائع الآخر هو إنشاء المزيد من فرق الذكاء الاصطناعى والبيانات المنعزلة، أو الأسوأ من ذلك إنشاء «قوة إلكترونية»، لا نحتاج إلى وحدات خاصة تتدخل لإنقاذ الموقف. يجب أن يتم توفير البرامج والإنترنت والذكاء الاصطناعى فى كل فريق داخل وزارة الدفاع. يجب علينا أيضًا إنشاء مسارات وظيفية محترمة لمجال البرمجيات والأمن السيبرانى وعلوم البيانات والذكاء الاصطناعى والتعلم الآلى، مع رفع الأجور وإعطاء ألقاب مرموقة، حتى يصبح مجال عمل جذابا.
يجب على البنتاجون التعاون مع مجال التصنيع. شركات الولايات المتحدة تحقق ابتكارات فى جميع القطاعات، من السيارات ذاتية القيادة إلى استكشاف الفضاء والحوسبة الكمومية. لسوء الحظ، تواصل وزارة الدفاع المبالغة فى حفظ وسرية ما لديها من معلومات، وهذا يمنعها من زيادة تعاونها مع المجال الصناعى وإبلاغه باعتداءات الصين؛ والتى تتراوح بين عمليات تجسس على الشركات الأمريكية إلى سرقة الملكية الفكرية وشن هجمات إلكترونية. نتيجة لذلك، ما زالت العديد من الشركات الأمريكية ترفض العمل مع البنتاجون. إذا شارك البنتاجون المزيد من المعلومات عن طبيعة وخطورة التهديد الصينى، فسترغب المزيد من الشركات بالتعاون مع الجيش للفوز فى هذه المعركة.
يجب أن يكون هناك عمليات لجلب الخبرة من خارج وزارة الدفاع، وأن يتمكن الموظفون من الخروج والدخول إلى المناصب الحكومية لاكتساب المهارات والخبرة؛ يجب أن نسمح لموظفى وزارة الدفاع بقضاء بعض الوقت فى شركات الابتكار الناشئة مثل تيسلا وSpaceX، والعودة لتطبيق ما تعلموه فى هذه الشركات فى الجيش.. فبدون المهارات الكافية، لا يمكن لوزارة الدفاع الأمريكية أن تنجح.
أخيرًا، يجب التوقف عن الاستعداد للمعارك الخاطئة. الحرب القادمة ستحددها البرمجيات، وليس مقاتلات الجيل الخامس التى ينفق عليها 107 تريليونات دولار أو حاملات الطائرة التى يبلغ قيمتها 12 مليار دولار. يمكن للصين أن تفصل شبكة الكهرباء الخاصة بنا دون إطلاق طلقة واحدة، بسبب الأمن السيبرانى البدائى لبنيتنا التحتية. نحن نستثمر فى القدرات الدفاعية الخاطئة. كما رأينا مؤخرًا مع اختراق خط أنابيب كولونيال، وهو هجوم إلكترونى دمر أكبر خط لأنابيب البنزين فى الولايات المتحدة فى مارس الماضى، فالخطر قريب. يجب أن نتصرف الآن لتبديل بعض طائرات إف ــ 35 بأنظمة مستقلة قابلة للتطوير مثل الطائرات بدون طيار، والطائرات والسفن ذاتية القيادة، والقدرات التى تفوق سرعة الصوت، والتقدم العسكرى فى الفضاء.
التقارير التى تقول إن الولايات المتحدة ستبدأ فى اتخاذ خطوات فعالة فى مجال الذكاء الاصطناعى بعد عشر سنوات تبين حجم المأساة، ينسى المحللون أن الذكاء الاصطناعى يتقدم بسرعة وبشكل كبير، ويعتمد فى ذلك على سرعة النمو وحجم البيانات المتاحة لتدريب برامجها. نظرا لأن الصين لديها خبراء أكثر فى هذا المجال، وبيانات أكثر، فالولايات المتحدة فى وضع لا تحسد عليه. بحلول العام القادم، سيكون الوقت قد فات للحاق بالركب.
إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى هنا

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved