ما علاقة الحب بذلك؟

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الأحد 4 ديسمبر 2022 - 9:04 م بتوقيت القاهرة

فى الفيلم البريطانى «ماعلاقة الحب بذلك» الذى افتتح به مهرجان البحر الأحمر السينمائى دورته الثانية، يعود شيكار كابور إلى الشاشة الكبيرة بهذه الكوميديا ​​الرومانسية الأنجلو آسيوية، حيث تدور الأحداث بين لندن ولاهور مجسدا الحب والصداقة من جانب، والتقاليد وتحطيم الأيقونات من جانب آخر.
زوى (ليلى جيمس) مخرجة أفلام وثائقية وكاظم (شازاد لطيف) طبيب، نشأ بجوار بعضهما البعض، عوالمهما متباينة، حيث نشأت زوى مع والدتها المطلقة الإنجليزية، كاث (ايما طومسون) مستقلة وفضولية بعض الشىء، بينما كان والدا كاظم المولودان فى باكستان سعداء بالمشاركة فى المجتمع البريطانى العلمانى مع ضمان سلوك أطفالهم وفقًا لعقيدة الأسرة المسلمة. بعد أن شهد بالفعل معاناة والديه عندما تزوجت أخته من بريطانى أبيض، اختار كاظم أن يحذو حذو والديه ويسعى إلى زواج تقليدى مرتب.
قرار كاظم يلهم «زوى» بفكرة رائعة لفيلمها الوثائقى القادم فى محاولة لالتقاط مشاعر حقيقية. تكتشف بعض الزوايا والطقوس المثيرة للاهتمام تنطلق وهى تحمل الكاميرا فى يدها، لتتبع صديقها فى كل خطوة من رحلته نحو الزواج فى محاولة لفهم الإغراء الدائم للزواج المرتب، بينما تعيد فحص نمطها الخاص من العلاقات المتشابكة. السيناريو الذى كتبته جيميما خان يحقق توازنا نادرا بين احترام العادات والإيمان بقوة الرومانسية، يأخذنا عنوان الفيلم لطرح أسئلة صعبة على المؤمنين الحقيقيين بالتقاليد فى كلا المعسكرين، بينما يأخذنا أيضا فى رحلة متشابكة نحو تلك اللحظة السحرية؛ حيث تتقاطع الاستقلالية والزواج.
الصورة الساحرة التى قدمها الفيلم يكمن سرها فى الكيمياء بين الممثلين ليلى جيمس وشازاد لطيف، بأداء مفعم بالحيوية، وسط تناقضات الأفكار والمشاعر، وموسيقى ملهمة وحبكة مدهشة، فزوى التى تبحث عن مشروع غير تقليدى تسخر من الرومانسية، وقد انخفضت أحلامها بسبب ما واجهته من علاقات متأزمة وفشلت مرارًا وتكرارًا فى مواعدة أى شخص لطيف، فيما أثار اهتمامها الأخبار التى تفيد بأن جارها يختار نهجًا أكثر تقليدية، فى الزواج مع عروس من لاهور، باكستان، ونرى كيف أن طبيب الأورام، يعارض فكرة تحويل زواجه إلى فيلم وثائقى، ولكن تم إقناعه بالنهاية.
«ما علاقة الحب بذلك؟» عنوان مثير للاهتمام لفيلم سينمائى من النظرة الأولى، ومع متابعة الأحداث ستدرك أنك أمام فكرة عصرية طازجة بلمستها الكوميدية الرومانسية، وإنْ كان بعدها الاجتماعى يحمل فلسفة خاصة ليس فقط على مستوى الافكار ولكن أيضا على النظرة الفنية لمخرجه.
فى ظل المشهد الرومانسى تكثر الملاحظات اللاذعة حول التحيز واللا وعى والعنصرية والسخرية وذلك إطار سحرية السرد والصورة الممتعة التى يتم تداولها بكثافة فى الكيمياء بين نجمتيها ليلى جيمس بدور زوى وشازاد لطيف بدعم من «إيما طومسون» السيناريو والحوار لجيميما خان، مكتوب بدقة كعمل رومانسى افتقدناه كثيرا، بل ويسخر من تلك الرومانسية بذكاء.
الفيلم يستكشف موضوعًا نادرًا ما يُشاهد فى أفلام خفيفة من هذا النوع. يثبت كابور أنه بارع فى المزج بين الكوميديا ​​الرومانسية والدراما العائلية وخلق شيء يبرز الثقافة الباكستانية البريطانية الحديثة.
هل يجيب الفيلم عن السؤال «ما علاقة الحب به؟» ربما لا. (إنه اختيار غريب للعنوان) إجابة كابور مفتوحة، لكن الفيلم هو تذكير بمدى متعة مشاهدة أزهار الحب وعدد المسارات الموجودة للرومانسية فى ظل شخصيات مازال الحلم بحب يستمر ينمو بداخلهم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved