المولوتوف.. و«مؤامرة» الإنقاذ

محمد عصمت
محمد عصمت

آخر تحديث: الثلاثاء 5 فبراير 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

نحن الآن على مشارف جولة جديدة من معركة تكسير العظام بين الحكومة والمعارضة،  فبعد أحداث العنف الأخيرة التى طالت قصر الاتحادية، وإلقاء زجاجات المولوتوف على أسواره، ومحاولة اقتحامه بتكسير أبوابه بأحد الأوناش، كانت رموز إخوانية تكيل اتهامات واضحة لقيادات جبهة الإنقاذ الوطنى وعلى رأسها البرادعى وحمدين صباحى،  بتحريض وتمويل الشباب على ارتكاب هذه الأعمال التى تستهدف إسقاط النظام،  ومؤكدة أن قيادات الجبهة تتلقى تحويلات نقدية من جهات خارجية،  رصدتها الأجهزة الأمنية، والتى رصدت أيضا بالصوت والصورة اجتماعات لجبهة الإنقاذ تؤكد تورطها فى مؤامرة إسقاط الرئيس مرسى،  والذى بدوره رفض كشف تفاصيل هذه المؤامرة «لدواع أمنية»،  كما ذكرت الشروق فى صدر صفحتها الأولى، أمس .

 

ومع أن قصة هذه المؤامرة المزعومة تحفل بكل عناصر الإثارة البوليسية،  إلا أن نقطة ضعفها الوحيدة التى تشكك فى مصداقيتها،  هى رفض الرئيس الإفصاح عن تورط قيادات الجبهة بها لـ«أسباب أمنية»، على حد قول هذه الرموز الإخوانية ..فما الذى ينتظره الرئيس بعد أن تعرض قصره الرئاسى للهجوم بالمولوتوف ؟ ومالذى يخشى الرئيس من حدوثه بعد أن سالت الدماء أنهارا فى كل محافظات مصر ؟ وما الذى يتوقعه الرئيس بعد أن سحلت قوات وزير داخليته الجديد حمادة صابر فى فضيحة عالمية جديدة تضاف لسجل قوات الأمن،  وما الذى يتوقع الرئيس حدوثه بعد أن استشهد العديد من الشباب بالرصاص فى المظاهرات الأخيرة فى القاهرة والسويس وبورسعيد كان آخرهم  الشاب محمد الجندى الذى يقول أصدقاؤه إن أجهزة الأمن اختطفته أربعة أيام، تعرض خلالها لحفلات تعذيب وحشية،  أسلم بعدها الروح فى المستشفى ؟..فهل ينتظر الرئيس نشوب الحرب العالمية الثالثة فى مصر، حتى يعلن تفاصيل مؤامرة جبهة الإنقاذ على حكمه؟!!

 

كما أن الرئيس نفسه الآن أصبح مهددا ببلاغات، تتهمه بالتحريض على قتل المتظاهرين هو ورئيس وزرائه ووزير داخليته،  بعد أن تلقى النائب العام بلاغا من حركة المحامين الأحرار تتهم الرئيس بارتكاب نفس الجرائم التى ارتكبها مبارك،  بل وتتهم النائب العام نفسه بوضع البلاغات التى تمس الرئيس فى درج مكتبه ..

 

لا الإخوان ولا الرئيس نفسه ولا مؤيدوهم يدركون،  أنهم هم الذين زرعوا بذرة العنف بعد ثورة 25 يناير،  بسرقتهم للثورة تحت لافتات دينية تسىء لقيم الحرية والعدل التى تنشدها الأديان السماوية،  وبتحالفاتهم الغامضة مع المجلس العسكرى خلال المرحلة الانتقالية ومع قوى اقليمية ودولية الآن،  وبمحاولاتهم الدائبة للسيطرة على الدولة،  وتحرشهم بالسلطة القضائية،  واتباعهم لسياسات اقتصادية تزيد من أرباح كبار تجارهم وتجرد الفقراء من كل أمل فى المستقبل،  واستخدامهم العنف فى التعامل مع شباب المتظاهرين،  وبإطلاقهم وعودا انتخابية زائفة تراجعوا عنها بمجرد وصولهم للسلطة..

 

كل الطرق تؤدى إلى اشتعال المزيد من العنف فى مصر،  فعندما تشتعل الأزمات فى أى بلد وتعجز القنوات السياسية عن حلها،  ستفرض زجاجات المولوتوف والشماريخ والقنابل المسيلة للدموع نفسها على الجميع،  استعدادا لفوضى عارمة .. وقانا الله شرها وشر من يساعد على اشتعالها !

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved