إنه القتال حتى النهاية..!

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الثلاثاء 5 فبراير 2019 - 11:50 م بتوقيت القاهرة

** السباق المشتعل على لقب البريمير ليج اشتعل أكثر بعد تعادل ليفربول مع وستهام. الفارق أصبح ثلاث نقاط بين متصدر المسابقة وبين مانشسر سيتى. وجماهير ليفربول بدأت تتحدث عن لعنة اللقب الغائب منذ عام 1990.. خاصة أن الفريق أمامه جدول صعب فى شهر فبراير الحالى وأهم ما فيه هو مواجهة مانشستر يونايتد الذى يتطلع إلى دخول دائرة الاربعة الكبار. بينما يخوض مانشستر سيتى خلال هذا الشهر مباراة قوية أمام تشيلسى. إلا أن الصراع سوف يستمر بين الفريقين الكبيرين. وتمثل مطاردة مانشستر سيتى ضغطا على ليفربول، وظهر واضحا بعد دخول يورجين كلوب فى مناقشات ساخنة مع حكم مباراة الفريق مع وستهام عقب نهايتها.
** فى الموسم الماضى أحرز مانشستر سيتى اللقب بفارق 25 نقطة عن ليفربول، وهو فارق كبير. ويملك السيتى فريقا غنيا بالنجوم، لدرجة أن جوارديولا يخوض الكثير من مباريات الفريق دون مشاركة دى بروين أو سانى، ورياض محرز وأحيانا أجويرو صاحب الثلاثية الأخيرة فى مرمى أرسنال. ولم يعد معروفا بأى تشكيل يمكن أن يلعب جوارديولا الذى يمارس عمليات تدوير نجومه. بينما يبدو ليفربول أسيرا لتشكيل لا يتغير كثيرا، ويملك يورجين كلوب عددا محدودا من الأوراق التى يبدلها فى بعض المباريات مثل شاكيرى وستوريدج وكيتا، ويلعب ليفربول بثلاثى هجومى فى معظم مبارياته، وهم صلاح وفيرمينيو ومانيه.
** خلال هذا الأسبوع بدأت صحف إنجليزية تتحدث عن علاقة محمد صلاح وليفربول وهل يستمر فى حالة عدم الفوز باللقب أم سيكون رحيله حتميا؟ ومنذ انضمامه إلى الفريق وبعد النجاحات المذهلة التى حققها فى الموسم الأول له، أصبح صلاح محط أنظار الإعلام كله، وأبسط تصرف يمكن أن يثير رد فعل فى الصحف الإنجليزية، ومنه هذا السؤال الذى طرحته ديلى أكسبريس بعد مباراة ليفربول وويستهام التى انتهت بالتعادل 1/1 وكان السؤال: ماذا فعل صلاح بين شوطى المباراة؟ هل لاحظتم ذلك؟
** الذى فعله صلاح واستدعى هذا السؤال أنه لعب الشوط الأول بقميص حرارى (فانلة طويلة الأكمام أسفل الفانلة الاصلية للوقاية من البرد) وفى الشوط الثانى خلع هذا القميص.. فهل يستحق الأمر هذا السؤال المزعج الذى يدفعك إلى الظن بأن صلاح فعل شيئا كبيرا بين الشوطين؟ هى على أى حال ضريبة يدفعها النجوم.
** عندما فاز مانشستر سيتى على ليفربول 2/1 فى الأسبوع الـ 21 من المسابقة عبرت وسائل الإعلام البريطانية عن سعادتها إزاء تجدد المنافسة فى الدورى، فكلما ارتفعت حدة المنافسة على البطولات، يزداد الطلب على الإعلام، والصحف، وتزدهر الصناعة، على المستوى الفنى والمادى والجماهيرى، ولذلك تباع حقوق البث لمباريات الدورى الإنجليزى فى أكثر من 200 دولة وبأرقام تتجاوز 7 مليارات دولار فى ثلاث سنوات مقابل مبالغ زهيدة باع بها مباريات الليجا الإسبانى، والبوندزليجا الألمانى والكالتشيو الإيطالى. ومباريات البريمير ليج كلها تستحق المشاهدة بينما باع الإسبان للعالم منتج الكلاسيكو بين ريال وبرشلونة وحده.
** المنافسة على اللقب تنحصر فعليا بين ليفربول ومانشستر سيتى والثانى هو أحسن فريق إنجليزى يلعب كرة القدم وبأسلوب فريد يهاجم فيه كل اللاعبين ويدافع فيه كل اللاعبين تقريبا. وهناك صراع آخر على دائرة الأربعة الكبار بين توتنهام وتشيلسى ومانشستر يونايتد وأرسنال ومن النادر أن تجد مسابقة تتسع فيها تلك الدائرة مثل البريمير ليج. ولذلك كانت سعادة الإعلام الإنجليزى كبيرة بعد تعادل ليفربول مع وستهام، كما كانت السعادة بالغة يوم خسر ليفربول أمام مانشستر سيتى من أجل إحياء المنافسة، وجعل الدورى الإنجليزى مثيرا وجميلا وحيا.. حتى أن صحيفة «إكسبريس قالت بعد فوز السيتى»: إنه القتال حتى النهاية».
** وأتوقف هنا للإشارة إلى أن الصحافة الإنجليزية معروف عنها التحيز لليفربول ومانشستر يونايتد باعتبارهما من أعرق الفرق مع البطولات، وربما لسبب آخر وهو اللون الأحمر الذى كتبت عنه تلك الصحف يوما ما أنه: «لون الأبطال».. وآه لو كتبت صحيفة مصرية عن اللون الأحمر مثل هذا الرأى أو هذا الظن، ومن الأفضل أن يصاب كل ناقد رياضى أو صحفى بعمى الألوان.. هذا أفضل جدا!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved