الخروج من كهف الوهم..

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الإثنين 5 مارس 2018 - 10:00 م بتوقيت القاهرة

** منذ سنوات لم تعد بطولات الأندية الإفريقية لغزا أو متاهة بالنسبة للفرق المصرية التى تتفوق فى عدد الألقاب التى حصدتها وتتصدر قائمة المتفوقين فى الفصل القارى، بفضل التلميذين النجيبين الأهلى والزمالك.. ومنذ 12 ديسمبر 1982، فتحت الأندية المصرية الباب الإفريقى حين توج الأهلى بلقب أبطال الدورى تحت قيادة الكابتن محمود الجوهرى رحمه الله، وهو أول من استخدم تعبير: المباراة الإفريقية من شوطين كل شوط مدته 90 دقيقة».

** على الرغم من ذلك مازالت بعض فرقنا تعانى من خوض منافسات الأندية الإفريقية، وكثيرا ما تتناقض نتيجة مباراتى الذهاب والعودة، مثل ما حدث أخيرا مع المصرى الذى هزم جرين بافالوز فى بورسعيد بأربعة أهداف نظيفة وخسر فى زامبيا بهدفين مقابل هدف، كذلك ودع فريق مصر المقاصة بطولة دورى أبطال إفريقيا بعد تعادله سلبيا مع جينيريشن بطل السنغال، على استاد القاهرة، فى مباراة العودة فى الدور التمهيدى لبطولة دورى أبطال إفريقيا، وكانت مباراة الذهاب فى السنغال انتهت بفوز جينريشن بهدفين نظيفين، مما يعنى أن المقاصة عجز عن التأهل لدور الـ32.

** ويلعب الأهلى، اليوم، باستاد القاهرة مع فريق مونانا الجابونى، والزمالك مع يلايتا ديتشا الإثيوبى على ملعب أواسا بإثيوبيا، ومنطقيا وتاريخيا، وبالحسابات الموضوعية والنظرية يجب أن يتفوق الأهلى والزمالك على منافسيهما.. لكن يظل فى مباريات الأندية المصرية فى إفريقيا أكثر من لكن، فالفريق الذى يرغب فى الفوز باللقب عليه أن يفوز خارج أرضه ولا ينتظر مباراته على أرضه كما نفعل، والفريق الذى يرغب فى الفوز باللقب عليه أن يقرر من المباراة الأولى بأن هذا هو هدفه.. فلم تعد تلك الحسابات الخاصة بتحقيق أفضل نتيجة خارج الأرض والتعويض داخل الأرض تناسب الزمن، أو تليق بمكانة أنديتنا بتاريخها ونتائجها وبطولاتها.

** لم يعد هناك ما يسمى هزيمة بطعم الفوز، ولا تعادل بطعم الخسارة، لم يعد هناك هذا الضحك على النفس، فالهزيمة هزيمة بطعم الخردل، والتعادل تعادلا بطعم الخل، والفوز انتصارا بطعم التفاح، ولعل ذلك يصل إلى حضرات السادة الأفاضل الذين يبيعون لنا كل يوم طبق اليوم، ويترجمون النتائج بغير حقيقتها، فلم يحدث يوما أن سمعت معلقا أجنبيا أو قرأت فى صحف أجنبية من يصف هزيمة فريق بأنها بطعم الفوز أو التعادل؟!

** نعم تغيرت خريطة الكرة الإفريقية نوعا ما، ومهما تحدثنا عن التغيير الذى جرى فى خريطة اللعبة بالقارة، وأنه لم يعد هناك هذا السمك الكبير وهذا السمك الصغير، فإن الواقع يقول إن هذا التغيير مازال على مستوى المباريات والمواجهات الفردية، فمن الوارد أن يحقق فريق صغير مفاجأة فى مباراة، لكن من الصعب أن تكون المفاجأة فى النهاية فوزا بلقب وبطولة، ومازالت الفرق الكبرى تمضى فى طريقها إلى النهايات بينما الفرق الصغرى تضل الطريق فى البدايات، ومازالت الأسماك الكبيرة تلتهم البطولات، كل أنواع البطولات، أندية ومنتخبات، دولية وعالمية وقارية، لا ينعكس على البطولات وألقابها.

** إن الكرة الإفريقية هى بوابة المنتخبات المصرية للعالمية وبوابة اللاعب المصرى للعالمية، والزمن بكل ما يحيط به وبنا يقول إن قواعد اللعبة تتغير وأن القوى من يهزم الأقوياء، ثم أن من لا يعلم بما جرى لن يعلم أبدا بما يمكن أن يجرى.. وسيبقى أسيرا فى كهف الوهم والضحك على النفس.. هذا زمن الخروج من هذا الكهف؟

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved