عداء تركيا: الأسد وروسيا وإيران!

صحافة عربية
صحافة عربية

آخر تحديث: الخميس 5 مايو 2016 - 10:00 م بتوقيت القاهرة

عن سؤال: ماذا عن تركيا المعادية لسوريا الأسد والمختلفة مع روسيا والناقمة على الغرب لتساهله السورى؟ أجاب المسئول السابق الكبير جدا نفسه فى الإدارة المهمة نفسها داخل الإدارة الأمريكية، والذى كان له تعاط أساسى مع الشرق الأوسط والعالم العربى والاسلامى، قال: «الأكراد هم العدو الأول لتركيا. والعدو الثانى هى سوريا وتحديدا رئيسها بشار الأسد، والعدو الثالث هو روسيا وإيران». عَلَقت: لم يعرف رئيسها أردوغان كيف يتحرَك. فقد صدقيته عند السُنة العرب فى سوريا وخارجها من زمان؛ يوم أشعر الثوار السوريين وأعداء نظام الأسد من الدول العربية بل من السنة العرب إجمالا أنه سينصرهم بكل الوسائل ثم عَجَز عن الوفاء بوعوده لهم. حتى مصر والسعودية فى ذلك الوقت، الدولتان اللتان لم تشعرا يوما بود حيالها جراء تاريخها القديم والحديث، راهنتا على أردوغان. خذل الجميع ولم يفعل شيئا. علَق: «لكن السعودية وهابية ولا تُحِب الإخوان المسلمين». رددت: صحيح ما تقول، لكنها عندما لجأ إليها الإخوان بعد تعرُضهم لقمع الرئيس المصرى الراحل جمال عبدالناصر بسبب تآمرهم عليه، أمَنَت لهم الحماية والرعاية والعمل والاستقرار. وعندما بدأوا يمارسون نشاطهم رسميا فيها ونشر دعوتهم وفكرهم فى أوساط السعوديين قال لهم المسئولون فى المملكة: خلاص، هذه المعاملة الطيبة ستتوقَف وتوقَفت.

***

قال: «أردوغان يُحِب الإخوان المسلمين، كان يٌحِب الأسد قبل اختلافه معه، وهو أخبرنى بذلك مرات عدة». علقت: أعتقد أنه كان يناور لكى يحصل منه على تغييرات سياسية فى سوريا تُراعى إخوانها، أو تُرتِب أوضاعهم بعد الذى تعرَضوا له على يد النظام منذ عام 1982 جراء محاولة انقلابهم عليه. علَق: «قال لى أردوغان عن الرئيس المصرى المخلوع مرسى وإخوانه الآتى: «يجب أن تٌعيدوا أنتم ــ أى أمريكا ــ مرسى إلى الحكم فى مصر وأن تُدَعِموا وصول الإخوان المسلمين إلى الحكم فى العالم العربى». قلتُ: حال تركيا صعبة؛ ربما تحصل فيها مشكلات عدة، كان على أردوغان بعد الانتخابات النيابية قبل الأخيرة ــ فى رأيى الخاص ــ بعد حصوله على غالبية تقل عن الثلثين أن يتعاون مع حزب الشعوب الديمقراطى الكردى الذى أسسه دميرطاش، والذى ضم فى صفوف مؤيديه ونوابه المنتخبين أشخاصا غير أكراد. بذلك كان أمَن غالبية الثلثين وعَدَل الدستور لجعل النظام رئاسيا. وكان فى الوقت نفسه فتح الباب واسعا أمام حل سلمى للمسألة الكردية فى تركيا يُنهى الحرب الدائرة مع الحزب الأبرز عندهم PKK منذ عقود. رد المسئول السابق الكبير جدا نفسه: «هذه مسألة غير سهلة؛ ربما الشعب التركى غير الكردى لا يقبل الأكراد كهوية قومية منفصلة وذات حكم ذاتى». سألت: هل تُجَاهِر أمريكا الإدارة أنها ضد داعش؟ أجاب: «إنها ضد داعش وضد الأسد، لكن الأولوية الآن لداعش، فى المنطقة تسود حال من الإعياء والإنهاك .(Exhaustion) ونحن نعمل لمعالجتها. يُقال فى منطقتكم إنها لم تعد مهمة لأمريكا. وهذا ليس صحيحا؛ هى مهمة لأننا نريدها مكانا وممرا للتبادل التجارى الحُر وللطاقة، ولأنها منطقة ضعيفة، ولأننا لا نتخلَى عن إسرائيل ولن نتخلَى عنها. لكن ذلك لا يعنى أن نتورَط فى حروبها. حتى الآن لا تصدر إدانة واضحة فى السعودية والخليج لداعش وأعماله الإرهابية ولأمثاله، ربما بدأوا متأخرين فى الإدانة، إنهم يخافون منهم، لكنهم يخافون الشيعة وإيران أكثر».

***

ماذا عن إيران؟ سألت وأشرت إلى رأيى فى توزيع الأدوار داخل النظام الإيرانى وإلى أن المرشد خامنئى والرئيس روحانى واحد. أجاب: «إيران هى دائما «برسيبوليس» أى إمبراطورية فارس». علَقت: إيران هذه يحب شعبها ــ أو بالأحرى ــ شبابها أمريكا. وأنا سمعت من قريبين جدا منها أن ما تحتاج إليه الآن موجود عند أمريكا وليس عند غيرها. ردَ: «شعب إيران يحب أمريكا ونظامه يكرهها، وشعوب الخليج تكره أمريكا وحكَامها يُحِبونها». فى لقاء ثان مع المسئول السابق الكبير جدا نفسه قبل مغادرتى واشنطن عائدا إلى بيروت سألته عن الأردن: أجاب: «مشكلة العاهل الأردنى معاناته نقص فى حب الشعب له؛ الملكة رانيا غير محبوبة بدورها لأسباب يتحدثون عنها علانية، إنه ليس كوالده الراحل الملك حسين. عندما كان أخيرا فى أمريكا بدا أنه ناقم على تركيا؛ اتهمها فى الكونجرس بالوقوف وراء داعش وبكلام صريح، وهذا كلام صحيح ونحن نعرفه».

ماذا عن إسرائيل؟ سألت: بماذا أجاب؟

النهار ــ لبنان

سركيس نعوم

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved