الأهلي زائد 90

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 5 مايو 2017 - 9:35 م بتوقيت القاهرة

** سجل ميدو جابر هدف الفوز للأهلى فى الدقيقة الأخيرة من الوقت الضائع (الدقيقة 94 ) على فريق طلائع الجيش الذى لعب مباراة قوية وكان ندا لحامل اللقب وبادره بالضغط المبكر والهجوم.. وكان أفضل من الأهلى بكثير، حتى الدقيقة 23 حين سجل عبدالله السعيد الهدف الأول. لكن هدف ميدو جابر هو الهدف هو رقم 15 للأهلى فى ربع الساعة الأخير من المباريات التى خاضها. وهو هدف يرسخ حقيقية تاريخية بأن الأهلى يسجل فى الدقائق الأخيرة كثيرا جدا. والبعض من عشاق الفريق يرون ذلك نضالا وكفاحا وروح الفانلة الحمراء، والبعض من أنصار الفرق الأخرى يرون ذلك حظا وموالاة من الحكام. والبعض الثالث يرى انتصارات الأهلى فى الدقائق الأخيرة سحرا أو فوزا بمساندة «القوى الخفية».

** نعم فى تاريخ الأهلى عشرات الأهداف فى الدقائق القاتلة والأخيرة. وبقدر ما هناك التوفيق فى كرة القدم، فإن اللعبة تقوم أصلا على العمل، واللياقة، والتكتيك، والإرادة. ولو سألتم أكبر وأفضل المدربين فى العالم الآن عن جوهر الانتصار وأسبابه سيكون الرد هو الإصرار، والإرادة عند اللاعبين. فالمهارة لا تساوى بدون إرادة. وإذا سألتنى عن هدف ميدو جابر فقد كان بضربة حظ واضحة فى نهايته، فقد سدد الكرة وتحرك لها حارس الطلائع للتصدى إليها، إلا أنها ضربت فى قدم أحد مدافعى فريقه وغيرت اتجاهها، وضلت الطريق إلى المرمى.. لكن قبل النظر إلى نهاية اللعبة عليكم النظر إلى بدايتها..

** صحيح أن الأهلى بصفة عامة كان سيئا فى تلك المباراة، ولعب واحدة من أضعف مبارياته هذا الموسم، إلا أن علينا ونحن نناقش أهداف اللحظات الأخيرة أن ننظر جيدا إلى بداية اللعبة فقد كانت قبل منتصف الملعب. كرة ينطلق بها ميدو جابر ويمررها إلى مؤمن زكريا فى الجناح الأيسر. فيردها مؤمن إلى ميدو، ثم يردها ميدو لمؤمن، فيمررها إلى ميدو وقد أصبح داخل الصندوق فيسدد، وتكون النهاية هدفا فيه من التوفيق الكثير جدا، لكنه من نتاج عمل جماعى وثنائى بدأ من منتصف الملعب، وبأعصاب هادئة. فالأهلى على الرغم من أهمية المباراة، وعلى الرغم من تفوق الطلائع مبكرا، إلا أن الفريق الأحمر أخذ يهاجم بهدوء وبتنظيم، بينما بعض الفرق الأخرى تلجأ إلى خطة: «إرمى الكورة قدام طويلة».. بمنطق أن تلك الكرات الطويلة تختصر المسافة والزمن فى الوقت الضائع..

** المقارنات التى أذكرها ليست تشبيها، ولا ميزانا أضع فيه فريق مصرى، أو تجربة مصرية أمام فريق أجنبى، أو تجربة أجنبية. وأسجل ذلك درءا لفكرة أننا نشبه فرقنا ومسابقاتنا بالدوريات الأوروبية، وهو ما لا يمكن أن نفعله، حتى لا نظلم كرتنا ولاعبينا وملاعبنا.. لكن حين سجل برشلونة هدفه الخامس ثم السادس فى مرمى باريس سان جيرمان بأداء هادئ كله تصميم وإرادة احتفل العالم كله لدرجة أن المحللون قفزوا من فوق مقاعدهم إعجابا وانبهارا. ووصفت الصحف الفوز بأنه معجزة. فلماذا نمارس قلة الحيلة ونواصل الاستناد على الخرافات والقوى الخفية فى كل شىء؟

** الحظ يلعب ويمنح.. والأهلى المحظوظ يفوز. المطر والحر وراء الخسارة. سحر الأفارقة وراء قلة حيلتنا. نقص الأوكسجين أصاب لاعبينا. الحكم سبب الهزيمة. العفريت سبب الفوز.. !

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved