ملاحظات
كمال رمزي
آخر تحديث:
السبت 5 يونيو 2010 - 11:21 ص
بتوقيت القاهرة
مشهد أعضاء طاقم الجزيرة المكبل بالأغلال يعد شهادة تقدير رفيعة للقناة المثيرة للجدل، والإعجاب، وربما الغيرة. المذيع، عباس ناصر، مقيد اليدين، رافع الرأس، وعلى جانبيه وخلفه، عدد كبير من جنود إسرائيل، يوحى بأنهم قد اصطادو أسدا، فهل من الممكن أن يكون المذيع قويا، ومخيفا، إلى هذه الدرجة.. .قبل هذا المشهد، وأثناء البث المباشر فى إحدى سفن قافلة الحرية، تابعت القناة، لحظة بلحظة، اقتحام الجنود، جوا وبحرا، للسفينة، إلى أن انقطع الإرسال. إنها لقطات غالية، مشرفة، كم تمنيت أن يكون لنا، حضور فيها.
مذيعات قناة الجزيرة متعددات المهارات، يجمعن بين اللباقة المعتمدة على الثقافة، إجادتهن للإصغاء تتوازى مع قدرتهن على الكلام المفيد، محترمات، ولكن فجأة تناقلت الأخبار قيام خمس منهن بتقديم استقالتهن. موقف جماعى يعبر، مبدئيا، عن درجة عالية من الوحدة والتضامن والشجاعة، وأهم، أنهن، بكرامة، لم يتحدثن عن دوافع طلب الاستقالة، الأمر الذى فتح المجال لأكثر من تفسير، لعل أغربها ذلك المتعلق بملابسهن، والقائل بأن بعض البيروقراطيين، طالبوا المذيعات باحتشام أكثر.. لم أصدق أو لا أريد تصديق هذا التفسير، لأنه يعنى بداية زحف عتمة التخلف على القناة.
نحن نستيقظ متأخرا: المهندس المرموق، أسامة الشيخ، أرسل خطابا لقنوات الوليد بن طلال يخطره فيه أن التليفزيون المصرى قرر إلغاء صفقة بيع تسجيلات كبار مطربينا التى اشترتها «روتانا» بسعر بخس هو أربعة دولارات للدقيقة. بالطبع، رفض الوليد، ذلك أن الصفقة أبرمت ونفذت منذ فترة طويلة.
أيا كان سبب الخلاف بين وزير الخارجية، أحمد أبوالغيط، وحمدى قنديل، فإن لجوء الأول إلى ساحة القضاء، خطوة تثير الدهشة، ذلك أن وزير الخارجية، فى كل دول العالم، هو قمة الهرم الدبلوماسى، يستطيع بالمناقشة، والمفاوضة، أن يصل إلى نتائج مرضية، تمنع تدهور العلاقات، فكيف ولماذا لم يتحرك السيد أحمد أبوالغيط فى هذا الاتجاه، بدلا من التصعيد فى المحاكم؟.
مرة أخرى، تطفو على السطح، تلك الجملة المقيتة، الخبيثة، التى فى ظاهرها الرحمة وفى باطنها الجريمة، والتى تناشد أو تطلب، برجاء، عدم «استخدام إسرائيل للقوة المفرطة» حسب ما جاء على لسان ساركوزى، وآخرين، تعليقا على مهاجمتها، عسكريا، لقافلة الحرية، كما لو أن هناك استخداما مشروعا للقوة.. إنه الرياء، وخفوت الحس الأخلاقى.