متى نصل إلى الذروة؟

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين

آخر تحديث: الجمعة 5 يونيو 2020 - 7:15 م بتوقيت القاهرة

منذ بدء انتشار فيروس كورونا فى العالم، ونحن نستمع إلى مصطلح الوصول إلى ذروة انتشار الفيروس، وبعدها يبدأ معدل الإصابات فى التراجع إلى أن يصل إلى صفر إصابات.

بعض الدول حققت هذا النجاح، وبعضها حققته ثم بدأت الإصابات تعود مرة أخرى، وبعضها انفجرت الإصابات بحيث فشلت فى السيطرة على الأوضاع، ومجموعة خامسة تركت الأمور تسير بصورة عشوائية أو بمبدأ «خليها على الله»!
السؤال الجوهرى هو: ما معنى ذروة الوباء؟!.

أحد التعريفات التى قدمها الدكتور محمد عز العرب أستاذ الباطنة بالمعهد القومى للكبد هو أنها بلوغ المنحنى الوبائى أعلاه أى الوصول لأقصى عدد من الإصابات المسجلة يوميا، وبعدها يكون هناك طريقان، الأول دخول الإصابات بطريقة المستعرض، أى ثبات عدد الإصابات المسجل يوميا لمدة معينة، ثم بداية نزول المنحنى، والطريق الثانى هو الوصول للذروة بتسجيل عدد إصابات أقل، لكن دون المرور بمرحلة ثبات الأرقام، وبعدها نصل للحالات الفردية، ومن ثم انحدار المنحنى الوبائى والوصول لصفر إصابات.

هذا هو التعريف النظرى، وبالتالى فالسؤال الذى يسأله كثيرون فى مصر هذه الأيام، ولا يجدون له إجابة شافية هو: هل دخلنا فى مرحلة الذروة وتفشى الوباء، أم لا، وإذا لم نكن دخلنا فمتى سندخل، وما هى المرحلة التى نعيشها الآن، والأهم، متى ينتهى الوباء؟!

للموضوعية لا يوجد جواب واضح، وأخشى أنه لا أحد يعرف إجابة علمية دقيقة لهذا السؤال حتى الآن.

فى ٢٣ إبريل الماضى قال الدكتور حسام حسنى رئيس اللجنة العلمية لمواجهة فيروس كورونا للإعلامى عمرو خليل على فضائية «سى بى سى» أن مصر اجتازت مرحلة الذروة، ودخلت فى مرحلة الثبات، لكنه ويوم الثانى من مايو الماضى تحدث مع الإعلامية لميس الحديدى على فضائية الحدث، وقال «إننا وصلنا بالفعل إلى ذروة الوباء يوم الثالث من رمضان والمتوقع استمرارها حتى ١١ رمضان، وبعدها تبدأ فى الانخفاض».

ويوم الخميس قبل الماضى قال الدكتور عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للصحة والطب الوقائى خلال مشاركته فى مؤتمر دولى عبر الفيديو كونفرانس بجامعة طنطا أن ذروة الوباء ستكون بعد أسبوعين، أى نهاية هذا الأسبوع.

د. أشرف عقبة رئيس أقسام الباطنة والمناعة بطب عين شمس قال إن منحنى الإصابات فى مصر، يماثل منحنيات الإصابة فى العديد من بلدان العالم، والوصول لمرحلة تسطيح المنحنى، يتطلب التزام المواطنين بالإجراءات الوقائية.

الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الدواء بكلية الصيدلة بجامعة مصر الدولية، يعتقد أننا نعيش المرحلة الثانية من سيناريو الفيروس، معتمدا على البيانات الإحصائية التى قدمها الدكتور خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى والبحث العلمى أمام رئيس الجمهورية فى افتتاح مشروع «بشاير الخير ٣» قبل ثلاثة أسابيع بالإسكندرية.

فى تقديره أنه فى حالة عدم القدرة على تطبيق سياسة صحية فعالة، ستكون الذروة فى أول يوليو المقبل، وتنتهى الموجة الأولى فى الأسبوع الأول من أغسطس متوقعا الوصول إلى ٢٨٠٠ حالة وفاة، و٦٢ ألف إصابة.

وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل قال فى تصريحات مؤخرا بأن هناك دراسات ليست مؤكدة بأن انكسار ارتفاع الإصابات، سيكون فى منتصف شهر يوليو المقبل.

كثيرون تحدثوا فى الموضوع وتقديرى أن الكلام الأقرب إلى المنطق قالته وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد يوم ٣٠ مايو الماضى فى تصريحات لفضائية «إكسترا نيوز» هو «نعرف مرحلة الذروة لما تعدى، والأعداد تنزل لأسبوعين متتاليين، وحتى الآن منعرفش إحنا فى مرحلة الذروة ولا لأ».
خلاصة القول إننا نتمنى من جميع المسئولين فى قطاع الصحة أن يقولوا كلاما واحدا ومحددا وبسيطا ومفهوما وأن يراجعوا هذا الكلام قبل أن يقولوه، حتى لا يتوه المواطن البسيط الذى استمع لمصطلح الدخول والخروج من مرحلة الذروة عشرات المرات.

عدم الوضوح قد يؤدى بالمواطن البسيط أن يفقد الثقة فى كل ما يسمعه من تصريحات وبيانات ومعلومات وأرقام. نسأل الله أن تمر الأمور بأقل قدر من الأضرار.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved