بالأحضان يا بلادنا يا حلوة..

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الجمعة 5 يوليه 2013 - 8:00 ص بتوقيت القاهرة

●● هزتنى صورة السيدة المصرية التى نشرتها الزميلة الوطن فى صدر صفحتها الأولى، وقد حملت السيدة المصرية بيدها لافتة كتب عليها «وحشتينى يا مصر».. بينما يدها الأخرى تمسح دمعة فرح. وقد أدمعت عينى مثلها.. فمصر عادت مصر التى تحتوى وتحتضن الجميع. عادت مصر الواحدة المتحدة الفرحة المنسجمة.. وقد كانت سيدات مصر عندهن القوة والإرادة والشجاعة طوال الأيام الماضية، وفى كل لحظات التحدى التى يخوضها المصريون.. كان صوتهن يهتف بالوطنية. كان صوت المرأة المصرية ثورة.

 

●● انفجر المصريون فى الفرحة بعد بيان القوات المسلحة. كان يكفى أن ينظر الذين يهرتلون عبر نافذتهم الضيقة كى يدركوا أن شعب مصر ليس فلولا كما يدعون. فرحة الملايين تشرح لكم مشاعر المصريين الحقيقية. وهى فرحة لم ترتب بأمر، ولم تحسب بتخطيط. ولم تكن بتوجيه.. إن عبقرية مصر هى الإنسان كما هى المكان.

 

●● إننى أؤمن بواحدة من أجمل التغريدات التى قرأتها على تويتر : «مصر أنا وأنت.. مش يا أنا يا إنت»، وهذا يعنى أن مصر هى نحن جميعا ومعنا كل التيار الإسلامى الذى يرغب فى بناء البلد دون أن يخلط راية الدين بالسياسة.. كما أؤمن بأننا لسنا فى حرب.. لكن أى حرب تنتهى حين يعترف الطرف المهزوم أنه خسر، وأى خلاف فى الرأى ينتهى حين يدرك طرف أن رأيه لم يكن صحيحا.. ودون ذلك تستمر الحرب أو يستمر الجدل.

 

●● أكرر التحية إلى القوات المسلحة ووزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسى. فالقوات المسلحة هى ضمير الأمة وحصنه. وقد أدارت لحظة فارقة فى تاريخ مصر ببراعة. ولم أفقد أبدا ثقتى فى مؤسسة الجيش الوطنية. ولم أفقد أبدا ثقتى فى جهاز الشرطة التى عادت إلى شعبها.

 

●● الإعلام الشجاع لعب دورا مهما، ولو تجاوز أحيانا دوره المهنى، فمن أسف أنه كان هناك إعلام آخر يحرض على القتل وسكتت عنه سلطة الدولة. ونحن مع حرية الرأى والإعلام وفقا لميثاق شرف.

 

●● مبروك كلمة يتبادلها المصريون.. والآن سأكرر مرة أخرى ما كان سببا فى تعرضى لسباب: «شعب عظيم، عبقرى، لا ييأس حتى لو عاش فى ظلال اليأس. شعب، أصيل، متحضر، حتى لو أحاطت به أجواء العبث والعبس والبلطجة.. شعب مذهل يخرج غاضبا إلى الشوارع، بفرح، يغنى ويحتفل، ويتسلح بخفة الدم.. شعب يعطى موعدا لثورته: يوم 30 يونيو الساعة الرابعة ويكسر هذا الشعب قاعدة تأخره عن الموعد، ويأتى قبل الموعد بساعات، كمن يسكن قلبه لهفة لقاء الحبيب بعد فراق سنة».

 

●● بالأحضان يا بلادنا يا حلوة.. بالأحضان.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved