«حب في حب»

محمود قاسم
محمود قاسم

آخر تحديث: الجمعة 5 أغسطس 2022 - 7:15 م بتوقيت القاهرة

المخرج والممثل فاروق عجرمة حالة تستحق الاهتمام فى السينما المصرية واللبنانية، فقد انتقل كممثل من الأدوار الصغيرة إلى البطولة ثم عاد مرة أخرى إلى الأدوار الثانوية قبل أن تسند إليه بطولات أفلام أمام كبيرات النجمات، ثم توقف عن العمل بالسينما تماما قبل أن يعود إلى الإخراج فى فيلم «العنب المر»، واختفى من مصر ليعمل مخرجا لأفلام لبنانية تجارية منها «عصابة النساء»، وسمعنا بعد ذلك أنه رحل إلى الولايات المتحدة وغيَّر اسمه إلى الأمريكانى واشترى صالة عرض أو ربما استأجرها قبل أن تختفى أخباره التى يهمنا معرفتها، فأفلامه لا تزال موجودة متاحة للعرض والكثير من الأجيال لا يعرفون عنه الكثير.

بدأت الرحلة بدور صغير فى فيلم «دليلة»، ثم كان بطلا فى فيلم «وعد» أمام مريم فخر الدين، وعاد إلى الأدوار الصغيرة فى أفلام منها «مليش غيرك» قبل أن يقوم ببطولة فيلم «كهرمان»، أمام هدى سلطان ويحيى شاهين، كما كانت البطولة الأخيرة فى فيلم «حب فى حب» إخراج سيف الدين عام 1960 بعد دور صغير فى فيلم «أيامى السعيدة»، الكثير من هذه الأعمال لم تؤكد أننا أمام ممثل متميز رغم وسامته كم أن أفلامة كمخرج لم تترك خلفها كتابات نقدية تؤكد أهميتها، والكثير من هذه الأعمال هى محاولات تمصير لقصص عالمية منها «بيجماليون» و«تيس»، فالمخرج سيف الدين شوكت عزف على موضوع الأسطورة التى شغف بها برنارد شو كتب نصا موازيا يختلف أيضا عن فيلم «بائعة التفاح» الذى أخرجه حسين فوزى عام 1939، لكنه التزم بالخط الكوميدى لموضوع المسرحية الانجليزية التى قدمت مرات كثيرة على المسرح والشاشة.. الموضوع باختصار هو لاعبة الأكروبات الشعبية نوسة التى يكتشفها الصحفى ويريد أن يشترك بها فى مسابقة للأزياء الراقية ويدخل فى رهان مع رئيس التحرير وزميلته المتخصصة فى شئون النساء، الفيلم بطولة هند رستم وإيمان وحسن فايق وفؤاد المهندس، أى أن هذا الفيلم وضع شخصيات إضافية كثيرة لم تكن موجودة فى محيط الدكتور هيجنس حسب النص الإنجليزى، ورغم الشخصيات الإضافية فإن أحداث الفيلم لم تكن براقة مثل المسرحية التى قامت ببطولتها شويكار، ولم تكن هند رستم بنفس الحيوية التى كانت عليها شويكار فى المسرحية، ويرجع هذا بالطبع إلى سيف الدين شوكت صاحب الفيلم الشهير «عنتر ولبلب» وهو من أصول مجرية اعتاد على اقتباس قصص الأدب العالمى وتحويلها إلى أفلام ولكنه لم يكن أبدا متألقا فى إخراج أفلامه رغم جودة النصوص التى رجع إليها.

يبقى أمامنا فاروق عجرمة الذى كان سيئ الحظ فى عمله مع مخرجين أقل قيمة منهم السيد بدير وأيضا أحمد ضياء الدين وعليه فإنه لم يختبر بشكل حقيقى كممثل، وتعامل باستخفاف شديد مع الأفلام التى أخرجها والغريب أن طاقم فيلم «حب فى حب» كان يمكن أن يصنع عملا مبهجا جذابا بدليل ان جورج كيوكر قد أخرج فيلما جذابا باسم «سيدتى الجميلة» الذى حصل على العديد من جوائز الاوسكار عام 1964، أى أن شوكت قد استخدم «خميرة» بايتة لم تستطع ان تجعل للفيلم نكهة، وهذا هو حال الكثير من المخرجين الذين يتعاملون مع الإخراج باعتباره «فيلم ويعدى» وكم من أفلام صنعت بهذه الطريقة طواها الزمن ولكنها تنسب إلى صناعها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved