معهد ناصر

ليلى إبراهيم شلبي
ليلى إبراهيم شلبي

آخر تحديث: الجمعة 5 أغسطس 2022 - 7:15 م بتوقيت القاهرة

صباح الاثنين الماضى أول أيام أغسطس طالعتنا الصحف المصرية بخبر دون شك أسعدنا، وجه السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى بتحويل معهد ناصر للعلاج ليصبح مدينة طبية متكاملة، فضلا عن زيادة طاقته الاستيعابية ورفع كفاءة بنيته التحتية، وذلك بالاستعانة بالخبرات الاستشارية العالمية فى هذا المجال أخذا فى الاعتبار أن المعهد يعد من أهم ركائز المنظومة الصحية فى مصر.

يعد معهد ناصر بالفعل درة التاج بين مستشفيات وزارة الصحة، فمنذ افتتاحه فى يوليو عام ١٩٨٧ احتفظ بالفعل بمركز الصدارة فى الأداء فى مجالات الخدمة الطبية. طاقة المستشفى الاستيعابية تصل إلى ٨٥٠ سريريا لجميع التخصصات. منها ٦٨ سريرا للرعاية المركزة، إلى جانب ٢٣ غرفة عمليات مجهزة، و٤٤ وحدة لغسيل الكلى. تضم مستشفى معهد ناصر مراكز متخصصة متفردة تقدم خدمات متخصصة كمركز الجامانايف لعلاج أورام المخ، ومركز الأورام الذى يقدم أنواعا من العلاجات الجراحية والكيماوية والإشعاعية المختلفة، ثم وحدة الأكسجين لعلاج حالات تسمم أول أكسيد الكربون إلى جانب علاج حالات الغرغرينا وقصور الدورة الدموية الطرفية. تعد وحدة زرع النخاع فى معهد ناصر وزرع الكلى، ثم وحدة جراحات القلب المفتوح ومركز صحة المرأة ووحدة جراحات العمود الفقرى وجراحات اليد الميكرسكوبية من العلامات التى يزهو بها معهد ناصر عن جدارة.

كانت بداية معهد ناصر حينما أراد الرئيس عبدالناصر أن تبنى مصر صرحا طبيا على أعلى مستوى يلجأ إليه المواطن المصرى محدود الدخل يلتمس علاج الحالات التى تستلزم علاجا متخصصا قد لا يتوافر فى المستشفيات العامة، فكان أن أثبت معهد ناصر جدارة فى تقديم الخدمة الطبية التى جذبت إليه فقراء مصر وأغنياءها بل والإخوة العرب من أنحاء الوطن العربى.

ولعل معهد ناصر هو المركز الوحيد الذى يمثله مكتب رسمى فى مطار القاهرة يستقبل المرضى القادمين من البلاد العربية أو الوافدين للسياحة العلاجية.

من الواضح أن هناك خطة طموحا قد تم الإعداد لها ليصبح مستشفى معهد ناصر مركزا طبيا بل مدينة طبية كاملة، الأمر الذى يستلزم زيادة طاقتها الاستيعابية ورفع كفاءة البنية التحتية وتحقيق مبدأ استدامة الخدمات الطبية. إلى جانب تطوير مركز بحثى يهتم بموضوعات متطورة من العلوم الطبية كأمراض الوراثة والجينات.

تحويل معهد ناصر لمدينة طبية متكاملة ومركز للأبحاث بلاشك أمر يشعرنا جميعا بالفخر ويدفع الجميع للاستعداد للمساهمة بأى دور يطلب من الأطباء.

هناك أمران أتمنى لو أتيح لى التعبير عنهما اليوم: أتمنى لو شمل هذا المشروع العظيم هامشا يوضح هل معهد ناصر بعد التطوير سوف يستقبل أصحاب قرارات العلاج على نفقة الدولة أو العلاج بالمجان؟

هذا بلاشك أمل يراود كل من يعتبر الدولة ملاذه وحصنه من مواجهة المرض وغدر الزمان؟

أتمنى أيضا ألا تفقدنا نشوة الفخر بذلك المشروع العظيم رغبة حقيقية فى الانتباه لمشروع مواز للاهتمام بضرورة العمل على عودة الروح لمشروع قومى لاستعادة دور للوحدات الصحية فى الريف المصرى وصعيده، فهناك من أهلنا الكثيرون ممن يغتالهم المرض بعيدا عن مستشفيات القاهرة.

فى عهد عبدالناصر بنى معهد ناصر وانتشرت الوحدات الصحية فى ريف مصر وصعيده فإذا انتبهنا لتطوير معهد ناصر فى الجمهورية الجديدة فعلينا أيضا أن نلتفت لضرورة إعادة الروح للوحدات الصحية التى طالما ما أنقذت أرواحا، واهتمت بصحة الأم وطفلها وقدمت العلاج وشرحت وسائل الوقاية وشاركت فى تنظيم النسل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved