مؤتمر المناخ واللاجئ المناخى

الأب رفيق جريش
الأب رفيق جريش

آخر تحديث: السبت 5 نوفمبر 2022 - 9:30 م بتوقيت القاهرة

كما أن هناك لاجئا سياسيا يلجأ إلى دولة لأنه لا يجد الحرية فى وطنه أصبح هناك أيضا اللاجئ المناخى الذى يلجأ إلى دولة أخرى وفى الغالب دول الشمال لأنه لا يجد إلا الفقر والأوبئة والتصحر فى بلاده فيضطر أن يترك بيته وأرضه، وهؤلاء غالبا من دول الجنوب. تقول إحصائيات الأمم المتحدة أن هناك 250 مليون لاجئ مناخى فى العالم منهم 65 % من أفريقيا وهذا الرقم الكبير والمخيف يدل على ما تعانيه أفريقيا من فقر وتصحر بسبب الانبعاثات الحرارية التى تبعث بها دول الشمال نحو دول الجنوب غير مبالية بما تسببه من أضرار للأرض التى هى « بيتنا المشترك» جميعا. والإنسان الذى فى هذه البقعة الجنوبية يزداد فقرا فلا يجد طعاما ولا ماء نظيفا ولا أرضا ليستصلحها فهى تزداد تصحرا يوما بعد يوم فلا يجد هذا الإنسان الجنوبى إلا الهجرة شمالا حيث يأمل أن يجد المأكل والمشرب والكرامة الإنسانية ولكنه يواجه مشكلات الهجرة غير الشرعية ورفض تلك الدول الشمالية التى ضربت بلاده استقباله ويغرق الالآف فى البحر والمآسى تستمر يوما بعد يوم.
هذه الكارثة البشرية لن تحل إلا إذا تحلى قادة العالم بضمير «العدالة المناخية» ودفعوا التعويضات حتى لا تزداد هذه الأزمة البشرية سوءًا وأقاموا المشاريع الزراعية والمائية فى تلك الدول الجنوبية حتى يبقى الإنسان الجنوبى فى وطنه ليعمل فيها ويستصلح أرضها ويزرعها ولا يتعرض لمهانة الهجرة الغير شرعية إلى دول الشمال ويقال إن الأرقام المحتاجه لتعويض ما قد فسد يزيد عن مائة مليار دولار.
وثانيا من الضرورى أن يتم حوار صريح شفافا بين دول الشمال ودول الجنوب قائم على العدالة المناخية والإجتماعية والمسئولية المشتركة فى أن يتضامن الجميع لإنهاء تلك المآسى.
نتمنى أن Cop 27 الذى ينعقد حاليا فى شرم الشيخ فى مصر التى هى جزء من أفريقيا أن يوضع ذلك الموضوع على طاولة المفاوضات حتى يصغى الجميع إلى «نحيب الأرض» كما يسميها البابا فرنسيس وأيضا نحيب الإنسان جراء ما يقاسيه.
الأب / رفيق جريش

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved