البحث العلمي في حدود الممكن

محمد أمين
محمد أمين

آخر تحديث: الخميس 5 ديسمبر 2019 - 9:55 م بتوقيت القاهرة

فى عام ٢٠١٣ منحت جائزة نوبل فى الكيمياء لمارتن كاربلس ومايكل لفيت واريل فارشل لتطويرهم برامج لمحاكاة التفاعلات الكيمائية بالكمبيوتر، وقبل ذلك بخمسة عشر عاما منحت الجائزة لكون وبوبل لتطويرهما النظرية الكمية واستخدام الكمبيوتر لدراسة التفاعلات الكمية. هذا المجال من البحث العلمى وعلى قدر أهميته فهو غير مكلف إطلاقا، فكل ما يحتاجه الباحث هو المعرفة وجهاز كمبيوتر متقدم، ولذا فإننى أرى أن هذا المجال من البحث العلمى مناسب جدا للدول ذات الإمكانات المادية المحدودة والتى تمتلك ثروة بشرية هائلة كمصر.

وبالرغم من عدم امتلاكنا الإمكانيات المادية نفسها التى تمتلكها دول غرب أوروبا وأمريكا، إلا أننا نمتلك الثروة البشرية التى تتمثل فى الباحثين والعلماء المصريين المنتشرين فى أرجاء المعمورة، فلماذا لا تكون مصر رائدة فى هذا المجال من العلوم على مستوى العالم الذى قد يعود على مصر بالكثير من المميزات التى أحب أن أسرد بعضها:

1ــ عندما تصبح مصر مركزا للعلوم الحسابية، قد يمثل ذلك دافعا للمعامل البحثية حول العالم للتعاون العلمى مع مصر، وتعيين باحثين مصريين بتكلفة تقل كثيرا عن تعيين باحثين غربيين، الأمر الذى سيؤدى إلى خلق وظائف جديدة ويدر العملة الصعبة على البلاد.

2ــ ستتمكن المراكز البحثية المصرية من إجراء التجارب المكلفة فى المراكز والمعامل الغربية والمشاركة فى التعاون العلمى العالمى.

3ــ سيتم تدريب الباحثين المصريين على أحدث التقنيات العلمية.

4ــ ستشارك مصر فى أبحاث مختلفة فى شتى المجالات فيرتفع تصنيف الجامعات المصرية مما سيمثل عامل جذب للطلبة الأجانب للالتحاق بالجامعات المصرية، ومن ثم المزيد من العملة الصعبة للبلاد.

5ــ للعلوم الحسابية الكثير من التطبيقات فى مجال الصناعة مثل تصميم الدواء وتحليل سوق المال والتنبؤات الجوية والتسويق وعلوم البيانات وغيرها، وبالتالى يمكن تطوير بعض هذه الصناعات بجانب المراكز البحثية.

جدير بالذكر أن ميزانية مصر للبحث العملى ارتفعت هذا العام لتصل إلى ٢١ مليار جنيه، وهو رقم غير مسبوق.

إننى أؤمن بأن جميع الموارد متاحة، ولا يوجد عائق فى أن تصبح مصر مركزا دوليا لعلوم المحاكاة الحاسوبية فى وقت قصير، وهنا أود أن أثنى على الإمكانات التى أتاحتها مكتبة الإسكندرية للباحثين المصريين فى هذا المجال، من خلال كمبيوتر فائق السرعة جعلته متاحا لجميع الباحثين المصريين المنتمين للجامعات المصرية، بالإضافة لتوفير الدعم الفنى.

فى النهاية أتمنى أن تتبنى وزارة البحث العلمى هذا الاقتراح الذى أتوقع أن يحدث طفرة فى البحث العلمى فى مصر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved