مرآة الحقيقة

خالد محمود
خالد محمود

آخر تحديث: الأربعاء 6 يناير 2010 - 10:13 ص بتوقيت القاهرة

 بدون شك سوف تواجه السينما المصرية تحديات كبيرة خلال الحقبة المقبلة.. وهى تحديات ربما تختلف شكلا ومضمونا عما واجهته من قبل بحكم عوامل كثيرة فرضها الواقع والزمن وأصحاب الصناعة أنفسهم.. فكيف ستفكر السينما المصرية؟ هل ستعلو صرختها وتعلن انتفاضتها فى مواجهة أى صعوبات داخلية كانت أو خارجية..

أم ترفع راية الاستسلام وتواصل نموها الهزيل وفكرها العقيم وترضى بمكانة لا يقبل بها أحد؟.. هل ستظل تابعا لرؤى وأفكار وأحلام ساذجة تعمق أكثر من جراحها التى تنزف من رصيدها وسمعتها وكيانها ووجودها على الساحة العربية والعالمية..

أم ستصيب سهام الغيرة قلب صناعها من تفوق دول فقيرة ومحدودة استطاعت أن تقتحم جدار احتكار التمييز وتحصد جوائز كبرى فى المهرجانات العالمية ونجحت فى أن يرفع لها المشاهد فى كل مكان قبعته وأن ينحنى أمام إبهارها ويصفق لمبدعيها كما حدث مع الهند والصين وإيران وفلسطين وحتى إسرائيل؟.

هل يصر صناع السينما المصرية على استمرار نزيف عقولهم وأهوائهم فى معارك داخلية من خطف دور عرض ونجوم ومخرجين، وأن ينشغلوا بأنفسهم فى تحقيق نجاح لا يتجاوز الحدود عبر أفلام هى ليست سوى مجرد علب خام مملوءة ببعض الحكايات المتناثرة من هنا وهناك؟.

إن الخيبة ثقيلة ومع ذلك فإن الساحة مهيأة للتوبة والغفران.. مهيأة لطى صفحات الماضى ولبدء صفحة جديدة ناصعة الفكر والتمييز والتفوق والابداع والإبهار.. صفحة يمكن أن تعيدنا إلى أجندة المنافسة داخل الحدود وخارجها.

ونحن نملك مقومات ذلك بما لدينا من عصبة من المخرجين والنجوم والمؤلفين الذين يملكون مفردات التغيير، ولكن علينا أن نمهد لهم الطريق وأن نتيح لهم الفرصة كاملة ليفرجوا عن أحلامهم حتى يبتهج المشهد الحزين، على هؤلاء ألا يفقدوا سلاح المقاومة حتى يستطيعوا أن يقدموا لنا أفلاما طازجة وبنكهة مصرية خالصة.

إن الحقبة المقبلة لا تفتح ذراعيها سوى لمن يجتهد ويخلص لنفسه ولفنه.. يخلص لجمهوره.. يخلص للزمن، لأن التاريخ لا يرحم، ويراهن على نظرة الناس له فى نهاية المشوار.. فكم من مخرجين ومؤلفين ونجوم أوهموا الجميع وأنفسهم أولا بأنهم كبار.. ولكن الأيام كشفت المستور ووضعتهم أمام مرآة الحقيقة.. وما أقساها من مرآة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved