هكذا.. أمتعنا حفنى

حسن المستكاوي
حسن المستكاوي

آخر تحديث: الثلاثاء 6 يناير 2015 - 11:55 ص بتوقيت القاهرة

•• كانت مباراة الزمالك وبتروجيت مهمة بسبب الظروف التى عاشها الفريق، وتعامل معها بعض الغرماء على أنها بداية انهيار، خاصة بعد رحيل باتشيكو. وكنت معجبا بهذا المدرب لأنه يلعب بظهيرين وبجناحين، ويفرض على الفريق أسلوبا متوازنا بين الهجوم وبين الدفاع.. ومع أن الوقت مبكر جدا لتقييم أداء الزمالك بدون باتشيكو إلا أن المستوى الذى قدمه الفريق أمام بتروجيت القوى المهاجم يفرض الإشادة بإدارة صلاح وبمن عاونه من الجهاز وقبل ذلك باللاعبين وبروحهم العالية التى لم تهتز..

•• مفاجأة المباراة الواضحة كانت سارة، وهى آداء أيمن حفنى. فكيف جلس هذا اللاعب كثيرا وطويلا كبديل؟

من الإجابات التى حصلت عليها أن باتشيكو كان يراه لاعبا قصير النفس، يكفى أن يلعب 20 دقيقة. ومن الإجابات التى أظن أنها مؤثرة فى قرار إبعاد أيمن حفنى هو اقتناع المدرب البرتغالى بقدرات مؤمن زكريا، وكلاهما مؤمن وحفنى ليس من الجيد أن يجتمعا فى مباراة.. فمؤمن كثير الحركة، ولكنه يتحرك بدون الكرة أكثر مما يتحرك بها.. وأيمن حفنى كثير الحركة، ولكنه يتحرك بالكرة أكثر مما يتحرك بدونها.. والاثنان يشتركان فى الحركة المستمرة.. فهل كان يراهما باتشيكو قطاران قد يصطدمان؟!!

•• أكره المبالغة للغاية.. إلا أن أيمن حفنى أبدع فى مباراة بتروجيت، أبدع جريا ومراوغة، وتمويها بالقدمين وبالجسد، فهو يموج بجسده باتجاهات بعكس موجات واتجاهات قدميه، (هو ربما لايعرف ذلك).. كما أنه يتميز بسرعته. ومنذ عشر سنوات أردد أن السرعة باتت أهم مهارة فى كرة القدم الجديدة. فاللاعب السريع قد يمتلك مهارات قليلة نسبيا، لكنه بسرعته يمضى من خصومه كما يشاء. وتزداد خطورة اللاعب السريع إذا كان مسلحا بالمهارات، وفى هذا أعتقد أن أيمن حفنى مثل أرنولد شوارزينجر أحد أبطال أشهر أفلام الأكشن أو «فان دام» بما يملكه من مهارات.. فيلعب بالقدمين ويسدد بقوة من الحركة والثبات، ويراوغ بخفة وبرشاقة، وهو مرشح كى يكون من اللاعبين القلائل فى الكرة المصرية حاليا الذين تحب كمشاهد ان تذهب إليهم الكرة كى تستمتع بما فعله بها..(كل هذا وأنا أكره المبالغة.. فماذا لو كنت لا أكرهها؟).

•• لعل ذلك لأننا نشتاق إلى المتعة فى كرتنا، فهى جيدة من ناحية السباق، ومثيرة من ناحية الأحداث، لكنها خالية الدسم، خالية المتعة.. ومن حسن الحظ أن قرين أيمن حفنى فى الأهلى هو تريزيجيه، لكن مهارة حفنى أعلى قليلا، وهما يشتركان فى التمويه بالجسد وبالقدمين أثناء الجرى بالكرة.. وهذا السباق الفردى الثنائى سوف يثرى اللعبة.. وأتمنى أن يكون حقيقيا وليس خيالا، فكلما ارتفع مستوى الصراع فى الدراما جماعيا وفرديا، يكون الفيلم أكثر متعة وإثارة للجمهور..

•• أسأل الله أن يحمى حفنى وتريزيجيه من شيطان الغرور، وأن تحل الثقة فى النفس محل الغرور، فهذا أحد الفروق الجوهرية بين لاعبينا وبين لاعبى العالم الآخر. فكلما نجحوا واشتهروا وربحوا تجدهم يبحثون عن مزيد من النجاح بمزيد من الانحناء والتواضع.. خاصة أن مثل هذا الكلام الذى قرأته حضرتك حالا يفتح الباب، وقد يصيب حفنى وتريزيجيه بالغرور ،ويفتح الباب لهذا الشيطان.

•• اذهب من هنا عليك اللعنة؟!

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved