عشر قضايا ستستمر فى عام 2021

قضايا إفريقية
قضايا إفريقية

آخر تحديث: الأربعاء 6 يناير 2021 - 9:20 م بتوقيت القاهرة

نشر موقع The Africa Report مقالا للكاتب Eric Olander تناول فيه عشر قضايا يرى أنها ستهيمن على العلاقات الصينية الإفريقية... نعرض منه ما يلى.
مع انتشار وباء كورونا على القارة الإفريقية، زاد التركيز على شكل العلاقة بين الصين والدول الإفريقية، ومع العام الجديد من المرجح أن تستمر عشر قضايا فى رسم شكل العلاقات بين الصين وإفريقيا.
***
اللقاحات: يمكن أن ينتج عن توزيع اللقاح الصينى فى إفريقيا مكاسب جيوسياسية ضخمة مع غياب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى. تقوم الصين ببناء خط أنابيب لتوزيع لقاح كوفيد ــ 19 فى إفريقيا بما فى ذلك جسر جوى لسلسلة التبريد من مدينة تشنتشن، ليصبح مركز التوزيع فى أديس أبابا وقدرات التصنيع فى القاهرة. مع قيام الدول الغنية بتخزين اللقاحات، يمكن أن تحقق إمدادات الصين للقاح فى إفريقيا مكاسب جيوسياسية لها بالنظر إلى أن كلا من واشنطن وبروكسل غير مشاركين فى هذه القضية حتى الآن.
القروض: ستواصل الصين تقليص الإقراض لإفريقيا استجابة للضغوط من أجل تحسين إدارة المخاطر فى بكين. سيستمر الانخفاض فى الإقراض الرسمى للدول الإفريقية من قبل بنكى السياسة الرئيسيين فى الصين، وهما بنك التنمية الصينى وبنك التصديرــ الاستيراد (إكسيم)، فى عام 2021. هذا لا يعنى أن الإقراض سيتوقف، بل سيكون أكثر انتقائية، وقد تأتى من مصادر بديلة مثل الشركات الصينية المملوكة للدولة والبنوك التجارية. فلم يعد هناك سهولة نسبية للحكومات الإفريقية فى الوصول إلى التمويلات الصينية للبنية التحتية.
الديون: أزمة الديون فى عدد من البلدان الإفريقية ستتفاقم هذا العام ولكن ليس بسبب الصين. من المرجح أن يكثف الدائنون الصينيون جهودهم لإعادة هيكلة القروض فى الدول الإفريقية الست أو العشر التى تواجه تحديات كبيرة فى سداد الديون. مثلما قامت البنوك الصينية وغيرها من المقرضين بإعادة هيكلة القروض فى أنغولا وزامبيا فى عام 2020. ومن المرجح أن تمتد هذه العملية إلى كينيا وإثيوبيا وجيبوتى العام الحالى. لا يوجد ما يدل على أن بكين ستلغى أيا من قروضها التجارية أو الميسرة، ولكن من المحتمل أن تقدم تأجيلات لسداد الفائدة كجزء من مبادرة تعليق خدمة الديون لمجموعة العشرين، وتمديد شروط السداد وإعادة التفاوض بشأن أسعار الفائدة.
***
التجارة: سوف تزيد رغبة الصين فى الحصول على الموارد الإفريقية فى عام 2021، ولكن ليس بالقدر الذى يريده الموردون. من المرجح أن تنتعش التجارة الثنائية عام 2021 بعد انخفاضها بنسبة زادت عن 20% فى عام 2020، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى انتعاش الاقتصاد الصينى. ولكن من المستبعد أن تنمو بمستويات أعلى مما كانت عليه فى عام 2019 (نحو 208 مليارات دولار أمريكى) بسبب سعى الصين المستمر لتنويع مصادر المواد الخام من أجل تجنب الاعتماد الإقليمى على موارد معينة. على سبيل المثال، سوف يستمر شراء النفط فى التحول إلى دول الخليج والأمريكتين وروسيا. سيكون هناك استثناء لمعادن مثل الكولتان والكوبالت والمعادن الاستراتيجية الأخرى الموجودة فى جمهورية الكونغو الديمقراطية. من المرجح أن يظل التواجد القوى للواردات الصينية فى إفريقيا.
الاستثمار: من المرجح أن يزداد حجم الاستثمار الأجنبى المباشر الصينى فى إفريقيا فى عام 2021، ولكن هذا لا يعنى أنه سيكون هناك ارتفاع فى قيمته. يركز المستثمرون الصينيون على الشركات المتعثرة فى إفريقيا ومن المرجح أن يستفيدوا من الانكماش الاقتصادى الحالى للحصول على الأصول بسعر مخفض. من المرجح أن تصبح الشركات الصينية وشركات الأسهم الخاصة انتقائية مثل نظيراتها الحكومية وأن تصبح أكثر انضباطا بشأن الشركات والصناعات التى يستثمرون فيها فى عام 2021. وفى حين أنه قد يكون هناك المزيد من الصفقات فى عام 2021، قد لا تزداد القيمة الإجمالية للاستثمار الأجنبى المباشر.
الحزام والطريق: ستضغط الصين بقوة أكبر فى عام 2021 لربط مبادرة الحزام والطريق بمناطق تجارة حرة جديدة فى إفريقيا وآسيا. سيصبح تحقيق المزيد من التكامل مع إفريقيا فى مبادرة الحزام والطريق أولوية ذات أهمية فى عام 2021 حيث تسعى بكين إلى الاستفادة من استثماراتها الضخمة السابقة فى شبكتها التجارية الواسعة. هناك حماس متزايد فى بكين لربط مبادرة الحزام والطريق بشبكات التجارة الحرة الإقليمية فى إفريقيا وآسيا. الفكرة هنا هى استفادة البلدان الإفريقية من البنية التحتية الممولة من مبادرة الحزام والطريق التى من شأنها نقل البضائع معفاة من الرسوم الجمركية عبر القارة للعملاء فى الدول الأعضاء فى مبادرة الحزام والطريق، حيث تلعب الصين دورا مركزيا فى توفير الخدمات اللوجستية والتكنولوجيا والإعداد المعايير.
***
التكنولوجيا: ستزداد هيمنة الصين على مساحات كبيرة من قطاع التكنولوجيا فى إفريقيا فى عام 2021. ستقوم شركات التكنولوجيا الصينية بالاستفادة من وجودها الضخم بالفعل فى قطاع التكنولوجيا الإفريقى والتوسع فى توفير خدمات الجيل الخامس المقدمة من شركة هواوى وZTE. بعد التردد فى دخول السوق، يبدو أن على بابا الآن مستعدة لتوسيع وجودها فى إفريقيا، لا سيما عبر «على إكسبرس»، مما سيعنى وجود منافسة جديدة للاعبين المحليين مثل «جوميا» و«كيليمال». إلى جانب ذلك، من المرجح أن تصبح قضية استخدام نظام المراقبة الصينى أكثر إثارة للجدل فى عام 2021 بين المجتمع المدنى الإفريقى والعالمى.
الجغرافيا: لن تكون إفريقيا بعد الآن بؤرة التوترات بين الولايات المتحدة والصين وستصبح بدلا من ذلك جنديا فى صراعات الصين الأخرى. يبدو أن إدارة بايدن القادمة مهتمة بجعل سياستها الخارجية فى إفريقيا تركز على ما تحتاجه إفريقيا وليس النظر إلى القارة كمسرح آخر لمواجهة الصين. من المرجح أن تعمل واشنطن على توسيع المشاركة الاقتصادية، وتعزيز الحكم الرشيد، مع تركيز أقل على التنافس المباشر مع الصين فى القارة. ولكن مع تدهور العلاقات الدولية للصين فى أجزاء كثيرة من العالم، من المرجح أن تتم دعوة الدول الإفريقية لتعزيز المواقف الصينية بشأن القضايا الخلافية مثل تايوان، وبحر الصين الجنوبى. أيضا، قد تلجأ بكين إلى موردى المواد الخام الأفارقة للضغط على الحكومات فى دول مثل البرازيل وأستراليا، التى يُنظر إليها على أنها تتحدى المصالح الصينية.
الاستدامة: ستتحدث الصين بصراحة عن تنمية الطاقة المستدامة فى إفريقيا. الدبلوماسيون الصينيون ووسائل الإعلام الرسمية يتحدثون كثيرا عن المزايا الخضراء «الصديقة للبيئة» لمبادرة الحزام والطريق وتنمية الطاقة المستدامة فى القارة، إلا أنهم مستمرون فى توليد الطاقة بالفحم والطاقة المائية باهظة الثمن. من المؤكد أن المقرضين الصينيين والشركات المملوكة للدولة تزيد بشكل مطرد دعمها لتوليد الطاقة الشمسية فى دول مثل زامبيا وكينيا، لكنها مجرد جزء صغير من طرق توليد الطاقة الضارة للبيئة التى يبنيها الصينيون فى أماكن أخرى من القارة.
منتدى التعاون الصينى الإفريقى «فوكاك»: من المرجح أن يتم استخدام الإنترنت لعقد قمة قادة الصين وأفريقيا التى تُعقد كل ثلاث سنوات بسبب فيروس كورونا، وهذا أمر جيد للصين. كان من المتوقع أن يتم عقد قمة منتدى التعاون الصينى الإفريقى فى وقت ما من هذا العام فى داكار بالسنغال. لكن يبدو أنه سيتم عقده خلال الإنترنت فى ظل استمرار وجود وباء كورونا فى غرب إفريقيا. لم يسافر الرئيس الصينى شى جين بينغ خارج الصين منذ بداية تفشى الجائحة وهناك شك فى أنه سيذهب إلى منطقة لم يتم احتواء الفيروس فيها. ربما يكون هذا جيدا بالنسبة للصين لأنه إذا تم عقد فوكاك عبر الإنترنت، سيقل الاهتمام الإعلامى به مما سيسمح لهم بالتحكم بشكل أفضل فى القمة... وستكون من ضمن الموضوعات الرئيسية لمناقشته؛ توصيل اللقاح، القدرة على تحمل الديون، زيادة مشاركة القطاع الخاص، تكامل مبادرة الحزام والطريق، إعادة تأكيد التضامن.
إعداد: ابتهال أحمد عبدالغنى
النص الأصلى:من هنا
الصين وإفريقيا

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved